أنتلجنسيا المغرب:الربان
كشفت منظمة الهجرة الدولية، في تقريرها السنوي الصادر بحر الأسبوع الجاري، عن معطيات صادمة بخصوص وضع الهجرة غير النظامية المرتبط بالمغرب خلال سنة 2024.
التقرير سلط الضوء على الأثمان الباهظة التي يدفعها مهاجرون غير نظاميين، سواء كانوا من جنسيات أجنبية مروا عبر المغرب، أو من المواطنين المغاربة الذين غادروا البلاد بحثا عن فرص حياة أفضل، فانتهى بهم المطاف مفقودين أو موتى في عرض البحر أو على أطراف الحدود.
مئات الوفيات في طرق الهجرة انطلاقا من المغرب
أشار التقرير إلى أن المغرب سجّل خلال سنة 2024 مئات الوفيات في صفوف المهاجرين غير النظاميين الذين حاولوا العبور نحو أوروبا، خاصة عبر المسارات البحرية نحو إسبانيا عبر جزر الكناري أو السواحل الجنوبية للبلد الإيبيري. ورغم تعزيز السلطات المغربية إجراءات المراقبة ومحاربة شبكات التهريب، إلا أن الأرقام ظلت مرتفعة، مما يعكس خطورة الظاهرة وتعقيد جذورها.
مغاربة بين المفقودين وضحايا الهجرة
لم يقتصر التقرير على المهاجرين الأجانب فقط، بل كشف أيضا أن العشرات من المواطنين المغاربة فقدوا حياتهم أثناء محاولتهم الهجرة إلى الخارج، إما عبر البحر أو من خلال طرق陸ية خطيرة تمر من الصحراء الكبرى ودول الساحل. هؤلاء الحالمون بحياة أفضل كانوا من فئات عمرية مختلفة، غالبيتهم شباب في مقتبل العمر، بعضهم قضى غرقا في البحر، والبعض الآخر اختفى في ظروف غامضة داخل مراكز احتجاز أو على أطراف الحدود.
الهجرة كخيار يائس في ظل الإكراهات الاجتماعية
يبرز التقرير كيف أصبحت الهجرة بالنسبة لعدد كبير من المغاربة، وخصوصا الشباب، خيارا يائسا في مواجهة الفقر، البطالة، وانسداد الأفق. ومع تفاقم الأوضاع الاقتصادية بفعل تداعيات الجفاف وغلاء المعيشة، أصبح من الصعب إقناع الآلاف بعدم المجازفة بحياتهم لعبور المتوسط، رغم كل التحذيرات الرسمية ومخاطر الطريق.
المغرب كممر ومعبر للهجرة الإفريقية
وبالإضافة إلى كونه بلدا مصدرا للهجرة، أشار تقرير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن المغرب لا يزال يُعد محطة رئيسية لعبور مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء في طريقهم نحو أوروبا. وأبرز التقرير أن المملكة تواجه ضغطا متزايدا على حدودها، لا سيما في مدن الشمال مثل الناظور وتطوان وطنجة، حيث تحولت الغابات والمناطق الجبلية إلى مخابئ مؤقتة لمئات المهاجرين الذين ينتظرون فرصة العبور.
دعوات دولية لتحسين شروط الحماية
في ختام تقريرها، دعت منظمة الهجرة الدولية السلطات المغربية وباقي الدول الشريكة في ملف الهجرة إلى العمل على تعزيز الحماية الإنسانية للمهاجرين، ومكافحة شبكات التهريب التي تستغل ظروفهم. كما شددت على ضرورة إطلاق برامج اقتصادية واجتماعية بديلة لتوفير الفرص داخل البلدان الأصلية، والحد من دوافع الهجرة القسرية.
تقرير المنظمة أعاد دق ناقوس الخطر بشأن الكلفة البشرية للهجرة غير النظامية المرتبطة بالمغرب، سواء كبلد عبور أو كبلد مصدر. أرقام الموتى والمفقودين لم تعد مجرد إحصائيات، بل قصص مأساوية لعائلات فقدت أبناءها في عرض البحر أو على قارعة الطريق، وسط استمرار حلم الهجرة كطوق نجاة وهمي في واقع تتشابك فيه الأزمات.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك