أنتلجنسيا المغرب:وصال . ل
في واحدة من أقوى لحظات مهرجان فاس
للموسيقى الروحية العالمية، تحوّلت حديقة "جنان السبيل" إلى ساحة من نور
وذكر، حين أطلّت "طائفة إخوان عيساوة" القادمة من مكناس على جمهور متعطش
للصفاء، حيث انطلقت الأمسية بأهازيج صوفية خالدة ومقامات مديحية هزّت وجدان
الحاضرين وأعادتهم إلى زمن الصفاء الرباني.
في حضرة الدفوف والنفارات وعبق
البخور، انسابت القصائد العيساوية كالسيل، من "راكب البراق" إلى الأمداح
النبوية الخاشعة، في عرض يلامس القلب قبل الأذن. لم يكن الجمهور مجرد مستمع، بل
شريك في طقس روحاني عميق، مردداً: "الله دايم"، في تماهٍ نادر بين
الأداء والوجدان.
الطريقة العيساوية، بلباسها الطقوسي
وجذبتها الوجدانية، حولت العرض إلى "حضرة مفتوحة"، حيث امتزجت الأجساد
الراقصة بالأصوات المدوية في لحظة تماهٍ صوفي قلّ نظيرها. هي لحظة احتفاء مغربي
خالص بالتراث الروحي الأصيل، في مهرجان يستمر في مدّ الجسور بين الموسيقى،
الإيمان، والانتماء.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك