أنت لا ترى فكيف تحلم ؟؟

أنت لا ترى فكيف تحلم ؟؟
ثقافة وفنون / الأحد 18 مايو 2025 - 09:00 / لا توجد تعليقات:

بريشة : الأستاذ .عبد الرزاق بوغنبور

أمشي...
ولا أرى الأرضَ
لكنّي أشعرُ بها،
تحتَ قدميَّ،
كأنها تنطقُ بالحياة.

أصواتُ الناسِ
تغمرني،
أحاولُ أن أستعيرَ منها ملامحَ الوجوه،
فلا أرى،
لكنّي أبصرُ الأرواحَ
بالقلبِ وحده.

في الطريقِ الطويل،
عصايَ صديقتي،
تمدُّ لي يداً لا تخون،
تهديني حين يغدرُ الرصيفُ،
وتحنُّ عليَّ حين يشتدُّ الزحام.

كلُّ الأشياءِ
تخفي عني لونَها،
لكنها تهمسُ إليَّ
برائحةٍ،
بصوتٍ،
أو بنبضةِ ريح.

أراكَ يا صاحبي
تحدّق بي بعينٍ من زجاج،
كأنّك تقول:
"
أنت لا ترى،
فكيف تحلم؟"

أحلمُ
نعم،
فالعتمةُ لا تقتلُ الحلم،
ولا تغتالُ الرجاء،
أنا أرى أكثرَ مما تتخيل،
أرى بقلبٍ جريحٍ… لكنه نابض.

صغيراً،
كنتُ أسمعُ ضحكاتِ الأطفال،
ولا أعرفُ كيف يُرسمُ الضحكُ على الوجه،
لكني كنتُ أضحك
من داخلي.

كبرتُ،
فكبرَ الجدارُ بيني وبينَ العالم،
لكنّي حطّمتُه
بحرفٍ،
بقصيدة،
بصبرٍ… لا يُطفأ.

أنا الكفيف
لكنّي أضيءُ لأهلي طريقَ الوعي،
أُعلّمُهم أن العمى
ليس في العيون
بل في القلوبِ القاسية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك