
أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
أمّ مغربية تقف على حافة المستحيل، تحمل بين ذراعيها حلمًا صغيرًا لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، وتلقي بنفسها معه في بحرٍ غادرٍ لا يرحم، في محاولة يائسة للوصول إلى سبتة سباحةً من شاطئ الفنيدق.
كانت الأمّ، كما تروي شهود العيان، تُصارع الأمواج كمن يُصارع القدر، والطفل يتشبث بها وقد غلبه الخوف، بينما الرياح تُصفّر والبحر يلتهم صراخهما شيئًا فشيئً.
المشهد كان مروّعًا تقول المصادر، إلى حدّ أن عناصر الحرس المدني الإسباني الذين أنقذوهما تجمّدوا من هول ما رأوا، إذ لم يسبق لهم أن شاهدوا أمًّا تخاطر بنفسها وبفلذة كبدها في رحلةٍ انتحارية كهذه، هربًا من واقعٍ قاسٍ لا يرحم الفقراء ولا يمنح الأمل إلا في ضفةٍ أخرى.
نجت الأم ونجا الطفل، لكن جراحهما النفسية
لا تشفى بسهولة… إنها حكاية وطنٍ يهرب منه أبناؤه سباحة، بحثًا عن كرامةٍ ضاعت بين
موج الفقر وجزر الوعود الكاذبة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك