أبناء المؤسسات الإجتماعية المتخلى عنهم بين حضن الرعاية وجحيم الشوارع

أبناء المؤسسات الإجتماعية المتخلى عنهم بين حضن الرعاية وجحيم الشوارع
مجتمع / الخميس 13 نونبر 2025 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

تتفاقم معاناة الأطفال المتخلى عنهم في المغرب مع بلوغهم سن الثامنة عشرة، حيث تُغلق أمامهم أبواب دور الرعاية كما لو أن الرشد شهادة طرد قسري نحو المجهول، يتحول هؤلاء الشباب/ات بين ليلة وضحاها من محاطين بالرعاية إلى متشردين في العراء، دون سند أو توجيه أو مأوى، لتبدأ رحلة قاسية من الضياع وسط شوارع لا تعرف الرحمة.

تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الأونة الأخيرة مقاطع مؤلمة لأطفال وشباب/ات ينامون تحت الجسور أو على الأرصفة، بعضهم يروي كيف تم إخراجه من المؤسسة دون وجهة أو حتى كلمة وداع، وتزيد قسوة المشهد حين نرى فتيات صغيرات في عمر الزهور تُرمى بهن الحياة في طرقات لا تعرف إلا البرد والجوع والاستغلال، بعدما عشن طفولتهن في مؤسسات من المفترض أنها وُجدت لحمايتهن.

وتتحدث شهادات من داخل بعض هذه الدور عن معاملة قاسية وإهمال متعمد، مما يدفع العديد من النزلاء إلى الهروب منها مفضلين جحيم الشوارع على جحيم الإهانة، هكذا يتحول الفقد إلى سلسلة متواصلة من الانكسارات، تبدأ بالتخلي من الأسرة وتنتهي بالتخلي من الدولة نفسها.

ويزداد الخطر حين يتعلق الأمر بالفتيات، إذ يجدن أنفسهن فريسة سهلة في مجتمع لا يرحم ضعفهن، لينتج عن ذلك مآسٍ جديدة لأطفال آخرين يولدون من رحم الشوارع، في حلقة جحيمية لا تنتهي، إننا أمام أزمة إنسانية مركبة تتطلب شجاعة سياسية وأخلاقية لكسر هذا التسلسل القاتل.

الحل لا يكون بالطرد ولا بالإنكار، بل بالاحتضان والتمكين، على الحكومة أن تضع برامج إلزامية لدمج هذه الفئة في المجتمع، عبر التكوين المهني، والسكن المأوى، والدعم النفسي والوظيفي، لأن الدولة التي تتخلى عن أبنائها عند أول اختبار، تُسقط عن نفسها صفة الإنسانية قبل أن تسقطهم في الشوارع.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك