
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
صباح اليوم الاثنين 8 شتنبر 2025، انتشر شريط فيديو من دوار "أمسكرار" بجماعة "تافنكولت" إقليم تارودانت، يوثق وضعية مأساوية يعيشها السكان الذين ما يزالون يقبعون تحت الخيام، بعد مرور عامين كاملين على الزلزال الذي دمر بيوتهم. المشاهد كانت كفيلة بإعادة الجرح إلى الواجهة، لتكشف أن المعاناة لم تنته كما رُوّج لها في التقارير الرسمية.
الفيديو أبرز تفاصيل قاسية لحياة يومية مليئة بالصعوبات، حيث
يقضي الأهالي أيامهم تحت أغطية بلاستيكية مهترئة، في مواجهة البرد القارس والمطر
الغزير وحرارة الصيف التي تتحول إلى جحيم داخل الخيام. وضع يختصر حجم التناقض بين
الوعود الحكومية وبين الواقع الميداني الذي يئن تحته المتضررون بصمت.
هذا في الوقت الذي تواصل فيه حكومة عبد العزيز أخنوش الإعلان عن أرقام ضخمة حول إعادة الإعمار وتمكين آلاف الأسر من السكن اللائق. لكن الصور الخارجة من تارودانت فضحت هشاشة تلك الأرقام، وأظهرت أن جزءًا من المواطنين ما زالوا بعيدين عن الاستفادة، وكأنهم خارج حسابات إعادة الإيواء.
المثير أن ميزانية إعادة إعمار الحوز تجاوزت أرقاما خيالية حسب
التصريحات الرسمية، غير أن الدوار المعزول يعكس واقعا آخر، واقعًا لم تلامسه بعد
أيادي الإعمار، ليظل أبناؤه بين مطرقة الطبيعة القاسية وسندان الإهمال المؤسساتي.
بعد عامين من الانتظار، لم
تعد القضية مسألة صبر على البلاء الطبيعي، بل تحولت إلى سؤال عن غياب العدالة
المجالية وغياب الفعالية في تدبير ملف حساس، إذ لا يزال سكان أمسكرار يصرخون من
تحت الخيام وكأن الزلزال وقع بالأمس.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك