
أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء
في مؤتمر رامسار الدولي حول المناطق
الرطبة المنعقد بزيمبابوي، أكد المغرب مجددًا ريادته البيئية والتزامه الدولي الراسخ
بحماية ثرواته الطبيعية، من خلال مشاركة فعالة ومواقف صلبة تُجسد الرؤية الملكية
الثابتة في التعامل مع القضايا البيئية كأولوية سيادية واستراتيجية. حضور المغرب
لم يكن رمزيًا، بل فاعلًا ووازنًا، حيث سطع اسمه في أروقة المؤتمر كمصدر إلهام
لتجارب التنمية المستدامة على مستوى القارة.
الوكالة الوطنية للمياه والغابات
أبرزت خلال المؤتمر كيف أن المملكة ليست فقط دولة موقعة، بل فاعلة في تنفيذ
استراتيجية "رامسار" الجديدة (2025-2034) والتي تهدف لمجابهة التغيرات
المناخية، وتقوية صمود النظم البيئية، وحماية المناطق الرطبة من الضغوط البشرية
المتزايدة. المغرب لم يأتِ بخطابات فارغة، بل بعرض واقعي لتجارب ميدانية، ونماذج
رائدة من الحكامة البيئية التشاركية التي تشمل الدولة، المجتمع، والقطاع الخاص.
وفي وجه محاولة يائسة من النظام
الجزائري لتسييس مؤتمر علمي وبيئي، تحرك الوفد المغربي بكل مسؤولية وحزم لإفشال
مقترح سافر كان يسعى لشطب مواقع مغربية جنوبية من قائمة "رامسار"، بدعوى
باطلة تهم السيادة. الدبلوماسية المغربية، مدعومة بتأييد دولي واسع، سحبت البساط
من تحت المناورة الجزائرية، وأكدت مجددًا أن اتفاقيات البيئة ليست ساحة لتصفية
الحسابات السياسية، بل أرضية للتعاون المشترك بين الدول.
المغرب لم يكتف بالتصدي لمحاولات
التسييس، بل رسّخ مكانته كصانع حلول بيئية، من خلال استعراض برنامجه الطموح لحماية
المناطق الرطبة، والذي يدمج القطاعات الحكومية والمجتمع المدني والساكنة المحلية
في إطار مقاربة شمولية فعالة. وأكد الوفد المغربي أن هذه الدينامية الميدانية تعكس
روح "غابات المغرب 2020-2030"، الرؤية الملكية التي تؤمن بأن البيئة
ليست هامشًا بل قاطرة للتنمية.
من المنجزات التي حصدتها المملكة،
تسجيل مدينة المهدية كثاني مدينة مغربية تنال شارة "مدينة المناطق الرطبة"
بعد إفران، ما يعكس انتقال الاهتمام بالبيئة من الأوساط الطبيعية إلى الوسط
الحضري، في سياق يسعى لجعل التنمية الحضرية متناغمة مع النظم البيئية.
ويضم المغرب اليوم 38 موقعًا رطبيًا
ذا أهمية دولية، تمثل شبكة وطنية تمتد من الشمال إلى العمق الصحراوي، تُعدّ بمثابة
محطات رئيسية لمسارات الطيور المهاجرة ونقاط توازن بيئي محورية، في وقت تتزايد فيه
التحديات المرتبطة بالتغير المناخي والتوسع العمراني الجائر.
واختتمت أشغال المؤتمر بانتخاب المغرب
رسميًا عضوًا في اللجنة الدائمة لاتفاقية "رامسار" كممثل عن شمال
إفريقيا للفترة 2025-2028، تتويجًا لمسار دبلوماسي بيئي ناجح. بهذا، يكون المغرب
قد عزز ليس فقط موقعه داخل الآليات الدولية للبيئة، بل كرّس ريادته الإقليمية
كنموذج يُحتذى به في الدفاع عن ثرواته البيئية، والسيادة على مجاله الترابي،
والابتكار في مقاربات التنمية المستدامة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك