ندوة دولية بفاس تناقش مسار الصحراء المغربية بين الدينامية الدبلوماسية والرهانات التنموية

ندوة دولية بفاس تناقش مسار الصحراء المغربية بين الدينامية الدبلوماسية والرهانات التنموية
أقلام حرة / السبت 27 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

بقلم:بريك عبد العالي

في إطار المحطة الثانية لفعاليات العيون عاصمة المجتمع المدني لسنة 2025، وبمناسبة الملتقى الثالث بمدينة فاس، نظمت جمعية فاس سايس للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، بشراكة مع منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار (إكسو)، ندوة دولية علمية تحت عنوان:“مسار الصحراء المغربية: الدينامية الدبلوماسية والرهانات التنموية”، وذلك يوم السبت 27 دجنبر 2025، بفندق المرينيين بمدينة فاس.

وتأتي هذه الندوة في سياق وطني ودولي دقيق، يتسم بتسارع التحولات الجيوسياسية وتزايد الدعم الدولي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها الحل الواقعي والجاد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

مداخلات علمية رفيعة المستوى

وشهدت الندوة مشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء، الذين أغنوا النقاش بمداخلات علمية رصينة، حيث أكد الأستاذ الدكتور مصطفى الزباخ، مقرر أكاديمية المملكة المغربية، أن مشروع الحكم الذاتي المغربي يمثل تحولاً نوعياً في تدبير النزاعات الترابية، باعتباره مبادرة متقدمة تستند إلى الشرعية التاريخية والسيادة الوطنية، وتحظى بمصداقية متزايدة لدى المنتظم الدولي.

من جانبه، أبرز الأستاذ الدكتور الحسن عبايبة، الوزير السابق وأستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن الأقاليم الجنوبية للمملكة تشهد دينامية تنموية غير مسبوقة، بفضل الرؤية الملكية المتبصرة، مؤكداً أن أفق 2035 يحمل فرصاً واعدة لجعل الصحراء المغربية قطباً اقتصادياً قارياً يربط المغرب بعمقه الإفريقي.

أما الأستاذ الدكتور محمد السنوسي، المستشار الدولي في الاستراتيجية والتنظيم، فتناول في مداخلته البعد الجيوسياسي لقضية الصحراء المغربية، موضحاً أن مواقف القوى الدولية الكبرى أصبحت أكثر وضوحاً في دعم سيادة المغرب، في ظل إعادة تشكيل موازين القوى العالمية وتعقيد البيئة الدولية.

وفي السياق ذاته، سلط الأستاذ الدكتور محمد العوفي، أستاذ التعليم العالي، الضوء على الجذور التاريخية والقانونية لمغربية الصحراء، معتبراً أن الأرشيفات الدولية، وعلى رأسها الأمريكية، تشكل دليلاً مادياً دامغاً على الارتباط التاريخي والقانوني بين الصحراء والدولة المغربية.

بدوره، أكد الأستاذ الدكتور محمد براص، أستاذ التعليم العالي، أن المقاربة المغربية في تدبير ملف الصحراء تجمع بين الشرعية التاريخية، والنجاعة الدبلوماسية، والتنمية المندمجة، ما جعل التجربة المغربية نموذجاً يُحتذى به في محيط إقليمي مضطرب.

وفي تصريح صحفي بالمناسبة، أكد الأستاذ حسن سليغوة، رئيس مكتب جمعية فاس سايس للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، أن تنظيم هذه الندوة يندرج في إطار الترافع المدني والعلمي عن القضية الوطنية الأولى، مبرزاً أن المجتمع المدني أصبح فاعلاً محورياً في مواكبة القضايا الاستراتيجية للمملكة.

وأضاف سليغوة أن هذه المحطة الأكاديمية تسعى إلى تقريب الرأي العام من التحولات الإيجابية التي يعرفها ملف الصحراء المغربية، وتعزيز الوعي الجماعي بعدالة القضية الوطنية، مشدداً على أن اختيار مدينة فاس يحمل دلالات تاريخية ورمزية عميقة، باعتبارها حاضرة علمية وروحية ساهمت عبر التاريخ في ترسيخ الوحدة الوطنية.

إشعاع مدني ودور مجتمعي متنامٍ

وأكد المنظمون أن هذه المبادرة تبرز الدور المحوري الذي تضطلع به جمعية فاس سايس إلى جانب منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار، في دعم مسارات التنمية، وترسيخ قيم المواطنة، وتعزيز الحوار المجتمعي البناء، بما يخدم المصالح العليا للوطن.

واختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات الفكرية والعلمية، باعتبارها آلية أساسية لمواكبة التحولات الوطنية والدولية، وتعزيز الإجماع حول مغربية الصحراء كقضية وطنية جامعة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك