
أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل
تستعد كرة القدم النسوية المغربية لكتابة صفحة جديدة من المجد،
مع انطلاق كأس العالم لأقل من 17 سنة التي تحتضنها المملكة بين 17 أكتوبر و8
نونبر، في أول تنظيم إفريقي لهذا الحدث العالمي. فبعد التألق اللافت لمنتخب
السيدات في مونديال أستراليا ونيوزيلندا وبلوغه نهائي كأس إفريقيا مرتين
متتاليتين، تأتي هذه البطولة لتؤكد أن مسار الصعود النسوي في المغرب لم يكن صدفة،
بل نتيجة مشروع متكامل يقوم على رؤية ملكية طموحة واستثمار ذكي في القاعدة والمواهب.
تدخل لبؤات المستقبل المنافسة وهن يحملن طموح وطن بأكمله،
مدعومات بجماهير مغربية متعطشة لرؤية الراية الوطنية ترفرف في الملاعب العالمية.
ويقود المدرب أنوار مغنية كتيبة شابة تجمع بين لاعبات من البطولة الوطنية وأخريات
محترفات بالخارج، مثل الموهبة ميساء باها، أصغر لاعبة في البطولة والنجمة الصاعدة
في صفوف برشلونة الإسباني، التي تمثل رمزا لجيل جديد يجمع بين الموهبة والانضباط
والطموح.
وسيخوض المنتخب المغربي غمار المنافسة ضمن مجموعة نارية تضم
البرازيل وإيطاليا وكوستاريكا، حيث ستكون البداية بمواجهة قوية أمام البرازيل على
أرضية الملعب الأولمبي بالرباط. لكن الثقة التي اكتسبتها اللاعبات خلال معسكراتهن
المكثفة داخليًا وخارجيًا، قد تجعل من هذا التحدي فرصة لتأكيد أن المغرب بات
حاضرًا بقوة في كل الفئات الكروية، نساءً ورجالًا.
تتجاوز هذه المشاركة مجرد الرغبة في تحقيق نتائج رياضية، فهي
رسالة أمل موجهة إلى آلاف الفتيات المغربيات والإفريقيات بأن الحلم ممكن، وأن
المستطيل الأخضر لم يعد حكرًا على الرجال. فكل تمريرة، وكل هدف، وكل تصدي، يمثل
خطوة نحو تغيير نظرة المجتمع وتعزيز مكانة المرأة في الرياضة. إنها معركة ناعمة
بالكرة، لكنها صلبة في رمزيتها وأثرها الاجتماعي.
واختيار الاتحاد الدولي
لكرة القدم للمغرب لاستضافة النسخ الخمس المقبلة من كأس العالم لأقل من 17 سنة،
يعكس الثقة الدولية في البنية التحتية المغربية والمشروع الرياضي الذي يرعاه الملك
محمد السادس، من خلال أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت مختبرًا لصناعة
الأبطال. وهكذا، لا يقتصر الحدث على كرة القدم فحسب، بل يمثل إعلانًا جديدًا عن
مغرب قادر على الجمع بين الرياضة والتنمية والريادة القارية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك