أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
أصبح النجم المغربي العالمي "أشرف
حكيمي" (مرضي ميمتو) ظاهرة كروية يصعب تجاهلها في عالم كرة القدم، بعد أن
فرض اسمه بقوة بين عمالقة اللعبة، ليس فقط كأسرع وأقوى ظهير أيمن في العالم، بل
كأحد أبرز المساهمين في الألقاب الحاسمة، وعلى رأسها التتويج بكأس أوروبا للأندية،
وتقديمه تمريرات قاتلة صنعت الفارق في مباريات من العيار الثقيل.
اليوم، يعود اسم حكيمي ليتردد بقوة
بين المرشحين للفوز بالكرة الذهبية، في لحظة فارقة قد تُغير قواعد التتويج
التقليدية التي لطالما استثنت اللاعبين العرب والمسلمين رغم توهجهم.
في ظل اعترافات صريحة من كبريات الصحف
العالمية مثل L’Équipe وMarca وThe Guardian، لم يعد من الممكن
طمس الإشعاع الذي يصدر من أقدام حكيمي داخل الملاعب الأوروبية، ولا الاستخفاف
بالأرقام الحاسمة التي صنعها هذا البطل المغربي.
ومع تزايد الضغوط الجماهيرية ومطالبات
من مختصين وإنصافيين، يطرح السؤال نفسه بحدة: هل تتحلى الفيفا بالشجاعة وتخرج من
عنق الزجاجة؟
أم تستمر في تمجيد أسماء بعينها فقط
لأنها تنتمي لعقيدة معينة أو مدرسة كروية غربية؟
في كل مقابلة حاسمة، يبرهن حكيمي على
علو كعبه، وعلى أنه ليس فقط ظهيرًا أيمنًا بل صانع لعب ذكي، سريع، قتالي، يُحدث
الفارق في العمق وعلى الأطراف.
ومع تطور التكنولوجيا الرياضية ودقة
الكاميرات المتعددة الزوايا، لم يعد ممكنا إخفاء الحقيقة: اللاعب العربي والمسلم أصبح رقما صعبا
في معادلة التتويج، بل الأكثر استحقاقا بالنظر إلى ما يقدمه من أداء كاسح
ومهارات لا يختلف عليها اثنان.
حان الوقت لتتوقف الفيفا عن دفن
الرؤوس في الرمال، وأن تضع معيار الاستحقاق والكفاءة فوق أي اعتبار آخر، سواء كان
دينيا أو جغرافيا.
إن إنصاف أشرف حكيمي في هذا التوقيت،
ليس فقط تكريما لنجم مغربي مبدع، بل اعترافًا رسميًا بأن الكرة الذهبية ليست
امتيازًا غربيًا مسيحيا، بل وسام يعلّق على صدر من يستحقه بالفعل. وإن لم يكن
حكيمي اليوم أحد أبرز المرشحين لهذا المجد، فمن؟ ومتى؟
صرخة العالم اليوم موجهة إلى زيورخ: كفى نفاقًا وكواليس، حان وقت الاعتراف
بأبطال جاءوا من الضفة الأخرى، ليصنعوا المجد بعرقهم وموهبتهم، لا بأسمائهم أو
خلفياتهم. وإن كان هناك من يستحق أن يدخل التاريخ من بابه الذهبي اللامع،
فهو أشرف حكيمي، ابن المغرب، وعنوان التحدي العربي الإسلامي في ملاعب الظلم الغربي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك