أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء
في خطوة وُصفت بأنها تحمل دلالات
رمزية قوية وتؤشر على نقلة نوعية في تدبير شؤون رياضة الغولف بالمغرب، ترأس صاحب
السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس الجامعة الملكية المغربية للغولف، جمعًا
عامًا استثنائيًا بالرباط، أكد فيه التوجه نحو عدالة اجتماعية حقيقية داخل الفضاء
الرياضي، وخصوصًا لفئة طالما اشتغلت في الظل: مساعدو لاعبي الغولف، أو كما يُعرفون
بـ"الكادي".
هذا الاجتماع لم يكن عاديًا، بل تميز
بحضور شخصيات وازنة، يتقدمها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة محمد
سعد برادة، ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية فيصل العرايشي، بالإضافة إلى ممثلي
الأندية الوطنية. ولعل أبرز ما ميزه هو الروح الجديدة التي بعثها الأمير مولاي
رشيد في مشروع رياضة الغولف، بربطه الوثيق بين التطور الرياضي والعدالة الاجتماعية.
كلمة الأمير لم تكن مجرد خطاب تقليدي،
بل كانت بمثابة إعلان لمرحلة جديدة تُولي الأهمية القصوى لفئة الشباب المغربي، من
خلال استراتيجية شمولية تهدف إلى دعمهم وتأطيرهم ضمن مسارات التميز، وهو ما يعكس
انخراطًا فعليًا في الورش الملكي الطموح لبناء مغرب جديد يرتكز على الرأسمال
البشري.
لكن النقلة النوعية في رؤية الأمير لم
تقف عند الشباب، بل تجاوزت ذلك لتصل إلى عمق الهامش داخل رياضة النخبة، حيث أعاد
الاعتبار لمهنة "الكادي"، كفاعل أساسي في منظومة الغولف. ففي زمن ترتفع
فيه أصوات المطالبة بالإنصاف الاجتماعي، اختار مولاي رشيد أن يُدرج هذه الفئة ضمن
أولويات مشروعه الرياضي، معتبرًا أن تعميم التغطية الاجتماعية والتقاعد والتأمين
الصحي لفائدة هؤلاء هو حق لا منّة، بل شرط أساسي لتحقيق تطور منصف لسياحة الغولف
الوطنية.
المذكرة التوجيهية التي أُعلنت بهذا
الخصوص لم تكن حبرًا على ورق، بل تلاها إحداث لجنة خاصة للتنزيل الميداني، وإبرام
اتفاقيتين مهمتين، الأولى لتنظيم مهنة مساعد لاعب الغولف على المستوى الوطني،
والثانية لضمان إدماجهم الفعلي في منظومة الحماية الاجتماعية عبر الصندوق الوطني
للتقاعد والتأمين. وهو ما يفتح الباب أمام تحول جذري في وضعية هذه الفئة التي
طالما ظلت على الهامش.
الأمير، الذي لم يُخفِ حرصه على البعد
الإيكولوجي، دعا أيضًا إلى الانتقال نحو استعمال المياه المعالجة لسقي الملاعب،
وهو ما يعكس وعيًا بيئيًا مواكبًا للرؤية التنموية الشاملة التي يقودها الملك محمد
السادس.
الجمع العام، الذي مرّ في أجواء تميزت
بروح الحوار والانفتاح، اختُتم بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى عاهل البلاد،
كتعبير عن التجند وراء الرؤية الملكية الطامحة لبناء مغرب يكرّم مواطنيه، في
الميدان كما في الهامش، على السواء.
إنها لحظة فارقة في مسار الجامعة
الملكية المغربية للغولف، حيث تتحول الرياضة من فضاء للنخبة إلى حاضنة للعدالة
الاجتماعية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك