أشرف حكيمي..نجم مغربي بقيمة عالمية يدخل نادي كبار الكرة

أشرف حكيمي..نجم مغربي بقيمة عالمية يدخل نادي كبار  الكرة
رياضة / الاثنين 09 يونيو 2025 - 13:45 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت

شهدت القيمة التسويقية للنجم المغربي أشرف حكيمي ارتفاعًا صاروخيًا خلال الفترة الأخيرة، ليؤكد مكانته كواحد من أبرز نجوم كرة القدم العالمية في مركز الظهير الأيمن، بل ويتحول إلى أيقونة رياضية وطنية تتجاوز المستطيل الأخضر، لما يعكسه من صورة مشرقة للاحتراف والانضباط والتألق الدولي.

هذا الارتفاع الجديد في قيمة حكيمي لم يأت من فراغ، بل جاء تتويجًا لسلسلة من الإنجازات التي راكمها اللاعب في مساره الكروي، وآخرها تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا رفقة فريقه باريس سان جيرمان، في إنجاز طالما راوغ النادي الفرنسي رغم استثماراته الضخمة. وقد شكل هذا التتويج لحظة مفصلية في مسيرة حكيمي، حيث لم يقتصر أداؤه على المهام الدفاعية فحسب، بل ساهم بشكل كبير في صناعة اللعب وتقديم إضافات هجومية مؤثرة، مما جعله أحد مفاتيح اللعب لدى المدرب لويس إنريكي.

ويُصنف حكيمي اليوم ضمن قائمة أعلى اللاعبين قيمة على المستوى العالمي، إذ تجاوزت قيمته السوقية 75 مليون يورو وفقًا لآخر بيانات موقع "ترانسفير ماركت"، ليحتل مركزًا متقدمًا بين المدافعين العالميين. ويُعزى هذا التطور ليس فقط إلى الأداء الفني، بل أيضًا إلى عامل الاستمرارية وتعدد التجارب الاحترافية التي مر بها، حيث تألق في دورتموند، وبرز في إنتر ميلان حين قاد الفريق لتحقيق لقب "السيري آ"، قبل أن يلتحق بباريس سان جيرمان ويواصل التطور تحت ضغط المنافسات الكبرى.

من جهة أخرى، يُعد حكيمي من اللاعبين النادرين الذين استطاعوا المزج بين الأداء الرياضي الراقي والحضور الإعلامي والرمزي القوي، سواء داخل المغرب أو خارجه. إذ تحول إلى واجهة إعلانية لكبرى العلامات التجارية، كما بات صوتًا مؤثرًا في عدد من القضايا الاجتماعية، وهو ما يعزز من قيمته خارج المستطيل الأخضر، ويزيد من اهتمام الرعاة والمستثمرين به.

محليًا، يحتل حكيمي مكانة استثنائية في قلوب المغاربة، حيث يمثل قصة نجاح ملهمة لشباب الأحياء الشعبية الذين يحلمون بالوصول إلى العالمية. فقد ظل مرتبطًا ببلده وناسه رغم الاحتراف، ويواظب على المشاركة مع المنتخب الوطني المغربي في كل الاستحقاقات، وكان من أبرز العناصر في إنجاز الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، الذي أدخل المغرب التاريخ من أوسع أبوابه، وجعل من حكيمي وزملائه رموزًا وطنية تُلهب المشاعر في كل ظهور.

ورغم الضغوط التي تصاحب النجومية، أظهر حكيمي قدرة كبيرة على التعامل مع المحيط الإعلامي والمنافسة الشرسة في أكبر الأندية، كما طور من نفسه تكتيكيًا بشكل لافت، وبات قادرًا على شغل أكثر من دور على الرواق الأيمن، سواء كظهير تقليدي، أو كجناح هجومي، أو حتى كعنصر ارتكاز عند الحاجة، وهي ميزة نادرة تجعل منه ركيزة لا يمكن الاستغناء عنها في أي منظومة لعب متطورة.

ومع اقتراب موعد "مونديال 2026"، يتطلع الجمهور المغربي إلى رؤية أشرف حكيمي في أفضل حالاته، لقيادة المنتخب الوطني نحو إنجاز جديد قد يتجاوز ما تحقق في قطر. وبينما تتصارع الأندية الكبرى على الفوز بخدماته في المواسم القادمة، تظل قيمة حكيمي مرشحة لمزيد من الارتفاع، ليس فقط بسبب أرقامه داخل الملعب، بل لكونه أحد أبرز سفراء الكرة المغربية والعربية على الساحة العالمية.

في النهاية، لم يعد حكيمي مجرد نجم صاعد، بل أصبح من ثوابت كرة القدم الأوروبية والمغربية، لاعبًا يجمع بين الموهبة والاحترافية، وبين الأداء والرمزية. إنه نموذج لقصة نجاح بدأت في شوارع مدريد، وكتبت فصولها الذهبية في أبرز الملاعب العالمية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك