صور أقمار اصطناعية تكشف دخول أخطر منظومة دفاع جوي إسرائيلية إلى الخدمة بالمغرب

صور أقمار اصطناعية تكشف دخول أخطر منظومة دفاع جوي إسرائيلية إلى الخدمة بالمغرب
شؤون أمنية وعسكرية / الجمعة 19 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:فتيحة الوديع

كشفت معطيات بصرية حديثة، مستندة إلى صور أقمار اصطناعية عالية الدقة، عن ظهور منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتطورة “باراك إم إكس” داخل قاعدة عسكرية مغربية، في سابقة تؤكد الانتقال من مرحلة التعاقد إلى مرحلة التشغيل الفعلي. ووفق ما أظهرته الصور، جرى نشر المنظومة داخل القاعدة العسكرية بسيدي يحيى الغرب، شمال شرق الرباط، في موقع ذي حمولة استراتيجية عالية، ما يعكس إدماجها العملي ضمن شبكة الدفاع الجوي للقوات المسلحة الملكية.

ويأتي هذا التطور بعد أكثر من عامين على توقيع صفقة عسكرية كبرى بين الرباط وتل أبيب في فبراير 2022، بلغت قيمتها نحو نصف مليار دولار، وشملت اقتناء منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات قادرة على التعامل مع طيف واسع من التهديدات الجوية. ويشير نشر “باراك إم إكس” ميدانياً إلى أن المغرب قطع أشواطاً متقدمة في تحديث قدراته الدفاعية، خصوصاً في مجال حماية الأجواء والمنشآت الحيوية من المخاطر المتصاعدة المرتبطة بالطائرات المسيرة، والصواريخ الجوالة، وحتى التهديدات الباليستية.

وتُعد منطقة سيدي يحيى الغرب نقطة تمركز حساسة، نظراً لقربها من العاصمة الرباط، إذ لا تبعد سوى بنحو 60 كيلومتراً، ما يمنح المنظومة دوراً محورياً في تعزيز المظلة الدفاعية عن المراكز السيادية. كما أن وجود هذه المنظومة في نفس المجال الجغرافي الذي تنتشر فيه منظومة الدفاع الجوي الصينية “FD-2000B” يؤشر على توجه مغربي نحو بناء شبكة دفاع جوي متكاملة تعتمد على تنويع مصادر التسليح وتكامل الأنظمة، بدل الارتهان لمنظومة واحدة.

وتعكس هذه الخطوة استمرار تسارع وتيرة التعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل، الذي لم يعد يقتصر على صفقات السلاح، بل امتد إلى مشاريع صناعية دفاعية، من بينها إطلاق خطوط إنتاج محلية لطائرات مسيرة هجومية داخل التراب المغربي. ويأتي ذلك في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الدفاعي، ورفع الجاهزية التقنية، ومواكبة التحولات العميقة التي يعرفها مفهوم الحرب الجوية الحديثة.

وتصنف منظومة “باراك إم إكس” ضمن أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في العالم، نظراً لاعتمادها على بنية تشغيل مرنة وقابلة للتكييف مع مختلف السيناريوهات القتالية. فهي قادرة على اعتراض أهداف متعددة في الوقت نفسه، وبمديات مختلفة تصل إلى 150 كيلومتراً، مع تغطية دائرية كاملة بزاوية 360 درجة، اعتماداً على صواريخ ذات إطلاق عمودي ورادارات رقمية متقدمة. كما تسمح هندستها البرمجية بتحديثها المستمر والتكيف مع التهديدات المستقبلية، سواء في بيئات قتال تقليدية أو غير متماثلة.

ويؤكد هذا التطور أن المغرب بات يراهن بشكل متزايد على بناء درع جوي متعدد الطبقات، قادر على حماية مجاله الجوي في سياق إقليمي يتسم بتزايد المخاطر وعدم الاستقرار. كما يحمل نشر “باراك إم إكس” رسالة واضحة مفادها أن المملكة دخلت مرحلة جديدة في معادلة الردع والدفاع، عنوانها التفوق التقني والجاهزية الميدانية، في وقت تتغير فيه موازين القوة بسرعة في محيطها الإقليمي.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك