بريطانيا تصارح شعبها وتؤكد أن الحرب مع روسيا قادمة والتضحية ستكون حقيقية

بريطانيا تصارح شعبها وتؤكد أن الحرب مع روسيا قادمة والتضحية ستكون حقيقية
شؤون أمنية وعسكرية / الأربعاء 17 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:سميرة زيدان

في خطوة غير مسبوقة في الخطاب الأمني الغربي، دعت قيادات استخباراتية وعسكرية بريطانية السلطات إلى الصراحة مع المواطنين حول احتمال نشوب صراع واسع مع روسيا، وإلى تهيئتهم لتحمل “تضحية حقيقية” تتجاوز الاعتماد على الجيش وحده.

رئيسة جهاز الاستخبارات البريطانية MI6، بلايز متريويلي، أكدت أن التهديد الروسي لم يعد مجرد سيناريو بعيد، بل واقع في “منطقة رمادية بين السلام والحرب”، حيث تستخدم روسيا أساليب هجينة مثل الهجمات السيبرانية والتخريب والتضليل المعلوماتي بهدف تقويض استقرار أوروبا وحلف شمال الأطلسي.

وأضافت متريويلي أن فهم التهديد وحده لا يكفي، وأن على الحكومة البريطانية وكل القطاعات الوطنية أن تتعاون لمواجهة هذا التحدي المتنامي، من خلال تعزيز قدرات الاستخبارات، التكنولوجيا، والاستعداد الوطني الشامل.

وفي السياق نفسه، حذر قائد أركان القوات المسلحة البريطانية، الإيرل مارشال ريتشارد نايتون، من أن الردع لا يمكن أن يقتصر على الجيش فقط، وأن المجتمع البريطاني يجب أن يكون مستعداً للمساهمة وحتى التضحية في سبيل الأمن الوطني إذا لزم الأمر.

وأوضح نايتون أن روسيا تسعى إلى «زعزعة النظام العالمي»، وأن على بريطانيا أن تعمل بشكل استباقي لإعادة بناء القوة الوطنية الشاملة، وليس فقط القوة العسكرية التقليدية، خصوصاً في ظل قدرة موسكو على اختراق ما دون مستوى الحرب المباشرة.

تعكس هذه التصريحات تحولاً في الخطاب الأمني البريطاني، بعد تقييمات مماثلة صدرت مؤخراً من باريس وغيرها من العواصم الأوروبية، حيث أصبح واضحاً أن الوقت حان لكشف الحقائق أمام الجمهور بشأن الخطر الروسي المتواصل، والاستعداد الجماعي، والتضحية المحتملة.


اليوم، التحدي لم يعد فقط في تعزيز الجيوش، بل في إعادة صياغة فهم المجتمع لمفهوم الدفاع الوطني في زمن تتبدّل فيه أساليب الحرب — من القوة العسكرية التقليدية إلى الأمن السيبراني والمعلوماتي والاقتصادي.


لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك