تركيا تعيد رسم موازين القوة..صاروخ باليستي من مسيّرة يعلن دخول أنقرة نادي القوى الصاروخية الكبرى

تركيا تعيد رسم موازين القوة..صاروخ باليستي من مسيّرة يعلن دخول أنقرة نادي القوى الصاروخية الكبرى
شؤون أمنية وعسكرية / الأربعاء 19 نونبر 2025 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي

كشف مراد أكينجي، المدير العام لشركة روكيتسان التركية، في لقاء صحافي  مع برنامج “المتحري” على قناة الجزيرة، عن حجم التحول العميق الذي تعيشه الصناعات الصاروخية التركية، معتبراً أن بلاده انتقلت إلى موقع ريادي عالمي بفضل قدرات لا تمتلكها أي دولة أخرى بالتركيز نفسه والجاهزية التشغيلية ذاتها. أكينجي أوضح أن تركيا كانت أول دولة تطلق صاروخاً باليستياً من طائرة مسيّرة بعيار 230 ملم، وهو ابتكار بدأ كتجربة فريدة قبل أن يتحول إلى نظام فعلي يدخل الخدمة ويتم تصديره للخارج.

وأكد أن هذه القدرة النوعية على تحويل المسيّرات إلى منصات لإطلاق صواريخ باليستية تمنح تركيا تفوقاً عملياً في تعطيل منظومات الدفاع الجوي والرادارات وتوجيه ضربات دقيقة من خارج نطاق الحماية المعادية، وهو ما تستخدمه القوات الجوية والبحرية التركية اليوم في عمليات تتجاوز ما تسمح به الأنظمة التقليدية.

كما شدد أكينجي على أن صاروخاً باليستياً أسرع من الصوت يُطلق من مسيّرة وبمدى يصل إلى 150 كيلومتراً، يمثل قوة ردع غير مسبوقة بفضل عنصر المفاجأة ومرونة الحركة وقدرته على استهداف مواقع حساسة بعيداً عن مرمى الدفاعات، معتبراً ذلك خطوة إضافية على طريق بناء صناعة دفاعية تركية تنافس بقوة في السوق الدولية.

وقد برز هذا التطور مع الصاروخ TRG-230-IHA، الذي طورته روكيتسان كنسخة باليستية جو–أرض أسرع من الصوت، وخضع لأول اختبار عملي في ديسمبر 2022 عند إطلاقه من المسيّرة القتالية “أقينجي”. في تلك التجربة، أقلعت أقينجي من مطار تشورلو وقطعت نحو 700 كيلومتر قبل أن تطلق الصاروخ من ارتفاع 25 ألف قدم، ليصيب هدفاً على مسافة 100 كيلومتر بدقة عالية، مؤكداً كفاءة التوجيه وفعالية الإطلاق الجوي.

ويبلغ المدى المتوسط للصاروخ 150 كيلومتراً، ويتغير وفق ارتفاع وسرعة منصة الإطلاق، فيما يضم رأساً حربياً ذا تأثير جسيمي مع إمكانية تزويده برؤوس خارقة للدروع أو حرارية، ما يمنحه قدرة على التعامل مع أهداف متعددة. يبدأ الصاروخ مساره بالسقوط الحر بعد انفصاله عن الطائرة، ثم يشغّل محركه الصاروخي العامل بالوقود الصلب ليواصل رحلته نحو الهدف. وتعتمد منظومته على توجيه بالقصور الذاتي مدعوم بــ GNSS مقاوم للتشويش، ويعمل بمبدأ “أطلق وانسَ”، ما يجعله شديد الصعوبة على أنظمة الدفاع الجوي التي لا تتفاعل معه بالسرعة المطلوبة.

وتتجلى القوة الحقيقية لهذه المنظومة عند دمجها مع منصة الإطلاق، وهي المسيّرة التركية المتطورة “بيرقدار أقينجي”، التي طورتها شركة بايكار لتقترب في مهامها من الطائرات الحربية. تمتلك أقينجي جناحين بطول 20 متراً، وتستطيع التحليق 24 ساعة متواصلة على ارتفاع يصل إلى 40 ألف قدم، مع حمولة تصل إلى 1500 كيلوغرام من الذخائر والمستشعرات. كما تعمل بأنظمة متقدمة تشمل الدعم الإلكتروني وروابط الأقمار الصناعية ورادارات الفتح الاصطناعي ورادارات جو–جو، وتنفذ مهام جو–أرض وجو–جو، وتقلع وتهبط من المدارج التقليدية. وتبلغ سرعتها القصوى 195 عقدة، فيما تصل كتلة الإقلاع القصوى إلى 5500 كيلوغرام، وقد تم تزويدها برادار AESA ومنظومات EO/IR/LD و SIGINT، مع قدرة على حمل ذخائر دقيقة وصواريخ مضادة للطائرات، وتعمل بمحركين توربينيين بقوة 750 حصان أو 450 حصان وفق النسخة.

بهذه التطورات، تبدو تركيا بصدد ترسيخ موقعها لاعباً حاسماً في عالم الصناعات الدفاعية المتقدمة، معززة حضورها في سباق التكنولوجيا العسكرية عبر منظومات تجمع بين الدقة والسرعة والقدرة على المناورة، وتفتح باب مرحلة جديدة من الحروب تعتمد على الذكاء الصناعي والمسيّرات والصواريخ الباليستية في تكوين منظومات ردع متكاملة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك