التطبيع مع الصهاينة يتعزز بالمملكة وافتتاح أول مصنع للطائرات الانتحارية الإسرائيلية في مدينة بنسليمان المغربية

التطبيع مع الصهاينة يتعزز بالمملكة وافتتاح أول مصنع للطائرات الانتحارية الإسرائيلية في مدينة بنسليمان المغربية
شؤون أمنية وعسكرية / الثلاثاء 18 نونبر 2025 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي

افتتحت شركة “بلو بيرد” الإسرائيلية، التابعة لـ“صناعات الفضاء الإسرائيلية” (IAI)، أول منشأة من نوعها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الطائرات المُسيّرة الانتحارية خارج إسرائيل، وذلك بمدينة بنسليمان قرب الدار البيضاء. وتختص هذه الوحدة في تصنيع ذخيرة SpyX المتسكعة، وهي طائرة بدون طيار قادرة على تنفيذ مهام هجومية دقيقة ضد الدبابات والمركبات والقواعد العسكرية.

وتحمل ذخيرة SpyX رأساً حربياً يصل وزنه إلى 2.5 كيلوغرام، وتبلغ سرعتها القصوى 250 كيلومتراً في الساعة، فيما تستطيع التحليق لمدة تصل إلى 90 دقيقة بذكاء عملياتي مستقل. ويأتي افتتاح المصنع في أعقاب تجارب ميدانية أجراها الجيش المغربي على هذا النوع من الطائرات خلال مارس 2024، في إطار مسار يهدف إلى تعزيز القدرة المحلية على التصنيع العسكري. وتشمل الخطوة تدريب مهندسين وتقنيين مغاربة على عمليات التجميع والصيانة، ما يعكس توجهاً واضحاً نحو تقليص التبعية الخارجية في مجال التسلح.

منذ توقيع اتفاقيات أبراهام سنة 2020، بات المغرب أحد أهم شركاء الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، على حساب التعاون التاريخي الذي جمعه بفرنسا. ويتجلى ذلك في سلسلة من الصفقات الكبرى، أبرزها اختيار الرباط في يوليو الماضي لاقتناء أقمار صناعية من طراز Ofek 13 التابعة لـ IAI، بديلاً عن الأنظمة التقليدية التي اعتادت شركات فرنسية مثل “إيرباص” و“تاليس” توفيرها للمملكة.

وفي فبراير 2025، أقدم المغرب على شراء 36 وحدة من نظام المدفعية Atmos من شركة Elbit Systems الإسرائيلية، وهو مدفع هاوتزر ذاتي الحركة قادر على إطلاق ذخائر الناتو عيار 155 ملم بمدى يفوق 40 كيلومتراً، مع إمكانية وصوله لمسافات أطول عند استخدام المقذوفات الصاروخية. كما اقتنى المغرب أنظمة دفاع جوي متطورة من بينها Barak MX من IAI وSpyder من شركة Rafael.

هذا الانخراط المتسارع في منظومات التسلح الإسرائيلية انعكس بشكل واضح خلال مناورات نُفّذت في جنوب شرق المغرب، حيث اختبر الجيش المغربي صواريخ Extra الموجهة ذات عيار 306 ملم ومدى 150 كيلومتراً. وتأتي هذه التجارب متزامنة مع صفقة أخرى تعود إلى عامين سابقين، حين حصل المغرب على نظام الصواريخ المتعدد المهام PULS من Elbit بقيمة 150 مليون دولار، مع تسليم كامل المنظومة بحلول 2026. ويتميز نظام PULS بمرونة عالية، إذ يسمح بإطلاق صواريخ دقيقة وبعيدة المدى تصل إلى 300 كيلومتر، إضافة إلى كونه قابلاً للتثبيت على منصات مختلفة، ما يخفض تكاليف التشغيل ويعزز الفعالية العسكرية.

وتعكس هذه التحولات الاندفاع المغربي نحو تحديث ترسانته العسكرية وتعزيز قدراته الجوية والبرية، خصوصاً في قطاع الطائرات بدون طيار الذي بات محوراً استراتيجياً في خطط الدفاع. فقد بلغت ميزانية الدفاع لسنة 2026 مستوى غير مسبوق بلغ 15.7 مليار دولار، وتشمل توسعاً كبيراً في الاستثمارات، من بينها اقتناء دبابات أبرامز الأميركية المتطورة.

بهذه الخطوات، يبدو أن المغرب دخل مرحلة جديدة من إعادة تشكيل منظومته الدفاعية وبناء صناعات عسكرية محلية بتعاون دولي واسع، في سياق تنافس إقليمي ودولي شديد يتطلب قدرات تقنية عالية واستقلالية أكبر في صناعة السلاح.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك