أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
في تصريح لافت ومشحون بالسخرية، أعلن
دونالد ترامب أن إيران أطلقت أربعة عشر صاروخًا ردًا على استهداف منشآتها النووية،
لكن منظومة الدفاع الأميركية أسقطت ثلاثة عشر منها، دون تسجيل أي خسائر بشرية.
وأضاف بتهكم لاذع: "نشكر إيران على أنها أبلغتنا قبل تنفيذ العملية"، في
محاولة واضحة لإظهار إيران كقوة مكشوفة تتحرك تحت رقابة أميركية صارمة، في خطاب
يحمل في طياته رسائل نفسية وحرب إعلامية باردة.
الرد الإيراني لم يتأخر، حيث خرجت
طهران بتصريح أكثر جرأة، أعلنت فيه أنها تلقت إشعارًا من الرئيس الأميركي نفسه قبل
العملية بشهور، وتحديدًا في مارس، ما مكنها من نقل معداتها النووية إلى أماكن سرية
جديدة، دون أن تتأثر بنيتها الأساسية في المشروع النووي. هذا الإعلان الإيراني جاء
كرسالة مضمونة الوصول لواشنطن مفادها: "نحن مستمرون ولن تنالوا منا".
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن تبادل
الإشعارات بين واشنطن وطهران يكشف عن فصل جديد من الحرب النفسية، إذ لم تعد
المواجهة تُخاض بالصواريخ فقط، بل بالكلمات وتوقيت الإعلان عنها، مما يعكس تشابك
الحسابات الدبلوماسية والعسكرية بين الجانبين، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
المشهد يزداد سخونة، فبينما يحاول
ترامب الظهور بمظهر السيد المتحكم في خيوط اللعبة، تسعى إيران إلى الحفاظ على صورة
الدولة التي تتلقى الضربات دون أن تنحني، والتي تستمر في تطوير مشروعها النووي تحت
الأرض، في تحدٍ صريح لكل محاولات الإحباط أو التهديد.
هذا التراشق الإعلامي بين القوتين لا
يخلو من مغزى استراتيجي، إذ يرسم صورة معقدة عن ميزان الردع في الشرق الأوسط، حيث
لا يُعرف من يخطط فعليًا ومن ينفذ، ومن يدفع بالتصعيد نحو الواجهة ومن ينسحب خلف
ستار السخرية والتهديد المتبادل.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك