أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي
في تطور عسكري غير مسبوق يعكس طموح الصين لتوسيع هيمنتها التكنولوجية نحو الفضاء، أعلن فريق من الباحثين الصينيين عن نجاح بلادهم في تطوير قدرة هجومية جديدة تقوم على إطلاق صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت مباشرة من الفضاء.
هذه الصواريخ، التي تعتمد على مركبات انزلاقية فضائية (RGVs)، تمثل نقلة نوعية في مفهوم الحرب الحديثة، وتجعل بكين على بعد خطوة واحدة من التحكم في الضربات العالمية الفورية.
قدرات خارقة: من المدار إلى الهدف في أقل من نصف ساعة
الصواريخ الفرط صوتية التي كشفت عنها الصين يمكنها التحليق بسرعات تتجاوز 20 ماخ، أي أكثر من 24 ألف كيلومتر في الساعة، ما يمنحها القدرة على الوصول إلى أي نقطة في العالم في غضون 30 دقيقة فقط. ويتم إطلاقها من الفضاء عبر مركبة إطلاق، لتنفصل بعد ذلك مركبة انزلاقية تدخل الغلاف الجوي وتواصل طريقها بسرعة خارقة نحو الهدف، متفاديةً بسهولة أنظمة الدفاع التقليدية.
تحولات استراتيجية: بداية عصر عسكرة الفضاء
هذا الإعلان الصيني يفتح الباب واسعا أمام سباق جديد نحو عسكرة الفضاء، حيث لم تعد القوى الكبرى تكتفي بامتلاك الأقمار الصناعية لأغراض الرصد أو الاتصال، بل تتجه نحو تحويل المدار الأرضي المنخفض إلى ساحة مواجهة فعلية بأسلحة هجومية خارقة. وإذا تم تفعيل هذه المنظومة بشكل عملي، فإن بكين ستكون قد قفزت خطوة كبيرة في مشروع "الضربات العالمية الفورية"، متقدمة على خصومها التقليديين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وروسيا.
غموض وتكتم: تقنية في الظل أم جاهزة للحرب؟
رغم الضجة الإعلامية التي رافقت إعلان الفريق الصيني، لم يتم الكشف بشكل واضح عما إذا كانت هذه الصواريخ قد دخلت حيز التشغيل العملي أو لا تزال في طور الاختبار. هذا الغموض يثير مزيدًا من القلق في الأوساط الدولية، خصوصًا أن المعلومات الواردة تشير إلى أن الصين تواصل تطوير أنظمة يصعب تتبعها أو اعتراضها، ما يربك التوازنات العسكرية العالمية القائمة.
تحذيرات دولية: نحو تسليح المدار الأرضي المنخفض؟
التطور الصيني الأخير يأتي في وقت يشهد فيه العالم تنامي المخاوف من عسكرة الفضاء. ومع تسارع التجارب حول العالم على الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية والتقنيات الفرط صوتية، تتزايد التحذيرات من تحول المدار الأرضي المنخفض إلى "منطقة موت" محاطة بأسلحة تفوق القدرة على الردع أو التوقع.
في ظل هذا الواقع الجديد، يبدو أن العالم على أبواب مرحلة جديدة من التسلح، لا تُخاض فيها الحروب على الأرض فحسب، بل تُخطط وتُنفذ من الفضاء بسرعة تفوق الإدراك، في سباق غير مسبوق بين القوى العظمى لحسم المستقبل من أعلى نقطة في الكون.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك