أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في مشهد يثير الريبة ويضرب عرض الحائط
بمبادئ حسن الجوار، أعلنت دول "قدرة شمال إفريقيا"، التي تضم الجزائر
ومصر وتونس وليبيا، عن تنظيم مناورات عسكرية مشتركة على الأراضي الجزائرية بمشاركة
ميليشيا "البوليساريو" الانفصالية.
هذا التحرك الذي يحمل عنوان
"سلام إفريقيا 3"، لا يحمل من السلام سوى اسمه، إذ يمثل استفزازاً
مباشراً للوحدة الترابية للمغرب وتحدياً صارخاً لجهود الحل السلمي التي يقودها
المنتظم الدولي.
مشاركة "البوليساريو" إلى
جانب جيوش نظامية لدول شقيقة مثل ليبيا ومصر، يضع علامات استفهام خطيرة حول توجهات
هذه البلدان، ويثير القلق من انسياقها وراء أجندة جزائرية تهدف إلى زعزعة
الاستقرار في المنطقة، أما تونس، فقد اختارت منذ مدة الاصطفاف المكشوف خلف مواقف "عبد
المجيد تبون"، ما يجعلها جزءاً من هذا التصعيد الذي يهدد بتقويض العلاقات
المغاربية التاريخية.
الرسالة التي تبعثها هذه المناورات
ليست عسكرية فقط، بل سياسية بامتياز، وتشير إلى رغبة مبيتة في فرض واقع جديد
بالقوة، بعيداً عن طاولة الحوار، وهو ما قد يدفع المغرب إلى اتخاذ إجراءات
دبلوماسية حازمة للرد على هذا الخرق الخطير لقواعد الاحترام المتبادل، وقد يعيد
رسم خريطة التحالفات الإقليمية من جديد.
وسط هذا الغليان، تبقى الحقيقة
المقلقة أن منطقة شمال إفريقيا، التي تعاني من أزمات اقتصادية وأمنية، تُدفع اليوم
نحو منحدر خطير، وإذا استمرت بعض الأنظمة في تسخير الجيوش لإرضاء نزوات سياسية،
فإن المنطقة كلها قد تتحول إلى ساحة صراعات مفتوحة لا رابح فيها سوى الفوضى.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك