المغرب يضغط لتسريع صفقات التسلح مع واشنطن وسط سباق دولي على الأنظمة الاستراتيجية

المغرب يضغط لتسريع صفقات التسلح مع واشنطن وسط سباق دولي على الأنظمة الاستراتيجية
شؤون أمنية وعسكرية / الخميس 01 مايو 2025 - 20:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت

في خضم متغيرات إقليمية ودولية متسارعة، كشف تقرير لمجلة القوات المسلحة الملكية، في عددها رقم 426، أن المملكة المغربية كثفت من تحركاتها الدبلوماسية والعسكرية لتسريع وتيرة تسلم عدد من الصفقات الدفاعية الاستراتيجية من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عبر قنوات التعاون الثنائي التي تجمع الرباط بواشنطن، ولا سيما الاجتماعات الدورية التي تنظم مع وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية (DSCA).

وخلال اللقاءات الأخيرة بين الجانبين، عبّر الجانب المغربي عن رغبته الواضحة في تسريع تسلم معدات عسكرية متطورة سبق طلبها، وعلى رأسها أنظمة صاروخية من طراز HIMARS، إلى جانب 25 طائرة مقاتلة من نوع F-16 Viper Block 72، ودبابات القتال الشهيرة M1A2M Abrams، التي تندرج كلها ضمن التوجه المغربي لتعزيز قدراته الدفاعية في ظل بيئة جيوسياسية معقدة بالمنطقة.

وأكدت مصادر عسكرية أن هذه الطلبات تندرج ضمن رؤية شاملة لإدارة الميزانية المخصصة للتسلح، واستكشاف كافة السبل الممكنة لتسريع التسليم، خاصة فيما يتعلق بالأنظمة التي تصنَّف باعتبارها "ذات أهمية استراتيجية عالية" في موازين القوة.

إلا أن عملية التسليم ظلت تواجه بعض العراقيل، على رأسها التأخيرات الناتجة عن تداعيات جائحة كورونا، وأيضاً ازدحام جدول التسليمات الأمريكية، الذي يشهد ضغطاً كبيراً بسبب الطلب المتزايد من شركاء واشنطن في مناطق النزاع الكبرى، وعلى رأسها أوكرانيا، تايوان، وبولندا.

وأمام هذا الوضع، لم تقف الرباط مكتوفة الأيدي، بل بدأت، وفق المجلة، في استكشاف أسواق بديلة ومورّدين جدد يمكنهم تزويد القوات المسلحة الملكية بأنظمة دفاع مماثلة، وذلك في إطار استراتيجية لتنويع مصادر السلاح والحد من التبعية لأية جهة بعينها.

ورغم هذا الضغط في سلسلة التوريد، حصل المغرب على ضمانات من الجانب الأمريكي بتسريع التسليم في أقرب الآجال الممكنة، إلى جانب مجموعة من التسهيلات التي تُعد بمثابة تعويضات جزئية عن التأخير، في تأكيد على متانة الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن في المجال الدفاعي.

التحرك المغربي يؤكد أن المملكة تتابع عن كثب التحولات الجيوسياسية وتُراهن على امتلاك أدوات الردع الحديثة لمواكبة التحديات الأمنية في محيطها الإقليمي، مع الحفاظ على تنسيق استراتيجي رفيع مع أحد أقوى الحلفاء العسكريين على الساحة الدولية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك