مقتل شاب مغربي برصاص الشرطة الإسبانية يشعل الغضب في طوريمولينوس واحتجاجات قادمة بمالقا

مقتل شاب مغربي برصاص الشرطة الإسبانية يشعل الغضب في طوريمولينوس واحتجاجات قادمة بمالقا
تقارير / الأحد 14 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:إسبانيا(مالقا)

تفجّرت موجة غضب واسعة في مدينة طوريمولينوس الواقعة ضواحي مالقا الإسبانية عقب مقتل شاب مغربي يُدعى هيثم، يبلغ من العمر 35 سنة، برصاص الشرطة الإسبانية، في حادثة وُصفت بأنها الثانية من نوعها التي يلقى فيها مغربي حتفه خلال تدخل أمني.

الضحية، وهو ابن أم مغربية وأب لطفل في السابعة من عمره يعاني من مرض التوحّد، خلّف وراءه أسئلة ثقيلة حول حدود استعمال القوة الأمنية ومعاملة المهاجرين.

مساء أمس، خرج عشرات المهاجرين إلى جانب سكان إسبان في مظاهرة احتجاجية عبّروا خلالها عن سخطهم من ما وصفوه بالسلوكات العنيفة وغير المتناسبة التي تتعرض لها الجالية المهاجرة، مؤكدين أن ما وقع لهيثم ليس حادثًا معزولًا، بل يأتي في سياق تدخلات بوليسية “غير لائقة” ومتابعات اعتبروها تعسفية في حق المهاجرين.

وخلال الوقفة، أدلى عدد من المهاجرين القدامى بتصريحات تحدثوا فيها عن شعور متزايد بعدم الأمان، وعن ممارسات أمنية قالوا إنها تفتقر إلى الاحترام والتناسب، خاصة تجاه العمال المهاجرين الذين يشكّلون جزءًا أساسيًا من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة.

وتُعرف طوريمولينوس بوجود جالية مغربية وازنة تشتغل أساسًا في قطاعات المطاعم والمقاهي والخدمات، إلى جانب حضور مهم في التجارة والمحلات الصغيرة، ما يجعل الحادثة تمس شريحة واسعة من الساكنة، وليس أسرة الضحية فقط.

وفي سياق متصل، عبّر عدد من أفراد الجالية عن استيائهم من الغياب شبه التام لدور الجمعيات المدنية المفترض أن تُواكب مثل هذه القضايا، مؤكدين أن غياب التنسيق بينها وبين القنصلية المغربية زاد من شعور العائلة والمهاجرين بالعزلة وتركهم يواجهون المأساة دون سند مؤسساتي واضح.

واعتبر المحتجون أن هذا الفراغ يطرح علامات استفهام حول آليات الحماية القنصلية والدعم القانوني والاجتماعي للجالية في لحظات الأزمات.

وفي تصعيد احتجاجي جديد، أعلن مهاجرو مدينة مالقة عن تنظيم مظاهرة يوم الاثنين المقبل أمام باب المحكمة، للمطالبة بكشف الحقيقة كاملة، وترتيب المسؤوليات، وضمان عدم الإفلات من المحاسبة، مؤكدين أن كرامة المهاجر وحقه في الحياة يجب أن يكونا فوق أي اعتبارات أمنية أو إدارية.

حادثة مقتل هيثم أعادت إلى الواجهة ملف العنف الأمني، وطرحت مجددًا سؤالًا مؤرقًا: إلى متى سيظل المهاجر الحلقة الأضعف في معادلة الأمن والهجرة، بين تدخلات أمنية مثيرة للجدل، وغياب مواكبة جمعوية وقنصلية تضمن الحد الأدنى من الحماية والإنصاف؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك