أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي
أزيد من 100 صحافي وصحافية مغربية خرجوا عن صمتهم ليضعوا النقاط على الحروف، موقّعين عريضة احتجاجية تعبّر عن استنكار شديد لما وصفوه بـ"الممارسات الخطيرة" المنسوبة إلى لجنة أخلاقيات المهنة والقضايا التأديبية التابعة للجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر المنتهية الصلاحية. العريضة تأتي بعد تداول فيديو صادم نشره الصحافي حميد المهداوي يوثّق لحظات من مداولات اللجنة، ما كشف عن خروقات جسيمة تهدد نزاهة المساطر التأديبية وتهمل بشكل صارخ احترام القانون.
ما كشفه الفيديو ليس مجرد تجاوز شكلي، بل يعكس نظاما داخليا متهاوٍ، يعرض حرية الصحافة للخطر، ويضع علامة استفهام كبيرة على مصداقية الجهات التي من المفترض أن تحمي المهنة وتحافظ على أخلاقياتها. هذه الوقائع تفضح لعبة السلطة داخل قطاع الإعلام، حيث تُستغل لجان مزعومة للحفاظ على مصالح شخصية وأجندات خفية، بينما يُسحق صوت الصحافيين المستقلين.
الصحافيون الموقعون على العريضة لم يكتفوا بإدانة ما وقع، بل طالبوا بإجراء تحقيق شامل وشفاف، مع محاسبة كل من يثبت تورطه في هذه التجاوزات. الحملة الاحتجاجية تؤكد أن مهنة الصحافة بالمغرب على مفترق طرق: إما الدفاع عن القيم والمبادئ، أو الاستسلام لضغوط لجانٍ لا تحترم القانون ولا أخلاقيات المهنة.
الرسالة واضحة: الشعب الصحافي لم يعد مستعدا لأن يكون شاهدا صامتا على "عبثية" لجانٍ أصبحت رمزا للانحراف المؤسسي، وأن الكلمة الحرة في الإعلام ليست لعبة يمكن التحكم فيها بالمراسيم المؤقتة أو بالمصالح الضيقة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك