الصويرة تحتضن قمة المناخ وتؤكد ريادة المغرب في مواجهة التحديات البيئية

   الصويرة تحتضن قمة المناخ وتؤكد ريادة المغرب في مواجهة التحديات البيئية
تقارير / الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 15:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء

انطلقت في مدينة الصويرة فعاليات الدورة السادسة للمؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية بمشاركة واسعة ضمت أكثر من خمسين خبيرًا من داخل المغرب وخارجه، إلى جانب مؤسسات عمومية وخاصة وباحثين وطلبة وفاعلين جمعويين، في حدث ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، ليشكل منصة عالمية لتبادل الرؤى حول مستقبل المناخ والتنمية المستدامة.

ويهدف المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام إلى بحث الحلول المبتكرة لمواجهة التغيرات المناخية، مع التركيز على تحقيق انتقال طاقي عادل في إفريقيا، بما ينسجم مع الأجندة الأممية وأولويات المغرب في بناء نموذج تنموي أخضر يقوم على العدالة البيئية والابتكار العلمي.

وأكدت خلود كاهيم، رئيسة المركز الدولي للأبحاث وتقوية القدرات، أن دورة هذه السنة تأتي امتدادًا لنجاحات المؤتمرات السابقة، وخاصة مؤتمر إزالة الكربون لسنة 2024 الذي وضع أسسًا عملية للحياد الكربوني وأطلق شراكات استراتيجية في مجال الطاقات النظيفة، مشيرة إلى أن دورة 2025 تتوسع لتشمل قضايا التكيف والخسائر وتعزيز صمود المجالات الترابية.

وشددت كاهيم على أن التمويل المناخي يمثل حجر الزاوية في معادلة التحول البيئي، مذكرة بأن قمة كوب 29 في باكو دعت إلى مضاعفة التمويل لفائدة الدول النامية بحلول عام 2035، وهو ما يفتح المجال أمام تعاون حقيقي بين الحكومات والقطاع الخاص والعلماء لترجمة الالتزامات إلى مشاريع واقعية.

من جانبه، أبرز ستيفان بوفاري المدير العام لمنظمة “Energies 2050” أن هذا المؤتمر ليس مجرد ملتقى أكاديمي، بل فضاء لتقاطع الابتكار والسياسات العامة والاقتصاد، حيث تمت مناقشة قضايا الانتقال الإيكولوجي من زوايا متعددة تشمل البعد الجيوسياسي والاجتماعي، مؤكدًا أن خلاصات المؤتمر ستُعرض خلال قمة كوب 30 بالبرازيل لإغناء النقاش العالمي حول التمويل المناخي.

وفي جلسة محورية بعنوان “المناخ والعلاقة بين الماء والطاقة والتغذية”، شدد الخبراء على أهمية التكامل بين هذه القطاعات الثلاثة لضمان صمود الأنظمة البيئية والأمن الغذائي، فيما دعا الوزير التونسي السابق شهاب بودن إلى اعتماد مقاربة مندمجة تعزز مرونة الموارد الطبيعية أمام التغيرات المناخية.

واستعرض عبد الحميد الحاج من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان تجارب ميدانية ناجحة لحماية الواحات والمناطق الجافة من التصحر عبر ممارسات فلاحية مستدامة توازن بين الإنتاج والحفاظ على النظم البيئية الهشة.

أما خالد تمسماني، المدير الاستراتيجي لمنصة “Science Policy for Climate Urgencies”، فقد ركز على التحديات المرتبطة بالانتقال الطاقي، مبرزًا الجهود الوطنية في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة، ومؤكدًا أن الشراكات الدولية أصبحت رافعة أساسية لتحقيق الحياد الكربوني.

واتفق المتدخلون على أن الرهان الحقيقي يكمن في تحويل الالتزامات إلى مبادرات عملية، من خلال إشراك كل الفاعلين: من سلطات عمومية ومجتمع مدني إلى خبراء وأكاديميين، في سبيل تحقيق تنمية منصفة تراعي الإنسان والبيئة معًا.

ويُختتم المؤتمر بمنح “جائزة CI2C للتميز في التواصل حول البحث المناخي”، التي تُكرم الباحثين الشباب القادرين على تحويل نتائج العلم إلى رسائل تفاعلية مؤثرة، في خطوة تؤكد أن مستقبل العمل المناخي في المغرب وإفريقيا بات في أيدٍ واعية ومبدعة، قادرة على الجمع بين المعرفة والإرادة لتغيير الواقع البيئي نحو الأفضل.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك