أنتلجنسيا المغرب:إسبانيا(مورسيا)
تعيش القنصلية العامة للمغرب في مورسيا حالة غليان صامت، بعدما عبّر عدد من موظفيها عن تذمّرهم من ضعف التعويضات الممنوحة لهم، رغم العمل المتواصل الذي يؤدّونه يومياً ولساعات طويلة تتجاوز في كثير من الأحيان أوقات العمل الرسمية. مصادر من داخل القنصلية تؤكد أن الإرهاق أصبح هو القاعدة، وأن الجهود المبذولة لا تجد أي اعتراف مادي أو معنوي، ما يخلق حالة إحباط متزايدة داخل المرفق الدبلوماسي المفترض أن يكون الواجهة الأولى لخدمة الجالية المغربية.
إلى جانب ذلك، لا يخفي الطلبة المغاربة المقيمون في جهة مورسيا استياءهم العميق مما وصفوه بـ“اللامبالاة” التي يتعامل بها مسؤولو القنصلية تجاه ملفاتهم، بدءاً من مشاكل الإقامة والدراسة، ووصولاً إلى طلبات الوثائق الأساسية التي تستغرق، حسب تعبيرهم، “أسابيع بلا مبرر”. الطلبة يشعرون بأنهم خارج حسابات القنصلية، رغم كونهم الفئة الأكثر هشاشة وحاجة للدعم المؤسساتي.
أما الأكثر حساسية فهو الجانب الإنساني. فمصادر مطّلعة تحدثت عن تأخر واضح في معالجة الحالات الاستعجالية، خاصة المتعلقة بنقل جثامين مغاربة توفوا في مورسيا والمناطق المجاورة. هذه العمليات، التي تُعدّ من أسمى الأدوار الإنسانية للقنصليات، تشهد ـ وفق الشهادات ـ بطئاً كبيراً، ما يزيد من معاناة الأسر المكلومة التي تجد نفسها أمام مساطر متعثرة بدل الدعم الفوري.
كما أن العديد من الجمعيات المتعاطفة مع القضايا المغربية الكبرى، وتسعى جاهدة للدفاع عن المملكة، تعتريها صعوبات في التعامل مع القنصلة، ولا تجد آذان صاغية لمطالبها، ولا تلقي أي تجاوب أو تعاون.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن القنصلية العامة لم يعد يفصلها عن مرحلة التغيير سوى أربعة أشهر فقط، إذ يرتقب أن يتم تعويض القنصل الحالي بقنصل أو قنصلة جديدة، ما يجعل هذه الفترة حساسة ومفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل انتظار الجالية لتحوّل حقيقي يعيد للثقة معناها.
الأصوات المنتقدة ترى أن قنصلية مورسيا تحتاج إلى مراجعة جذرية لأسلوب عملها وطرق تواصلها مع الجالية، قبل أن يتحول الغضب الصامت إلى أزمة علنية تضرب الثقة في واحدة من أهم مؤسسات الدولة خارج الوطن.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك