
أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
فقدت الساحة الإعلامية المغربية اليوم الإثنين واحدا من أبرز
وجوهها، حيث رحل إلى دار البقاء الصحافي والمقدم التلفزيوني علي حسن، الذي ارتبط
اسمه ببرنامج "سينما الخميس" وبإسهامات بارزة في التعريف بالثقافة
السينمائية ونشرها لدى الجمهور المغربي. الراحل شكل لسنوات طويلة أحد أعمدة
الإعلام السمعي البصري، بصوته المميز وحضوره الذي رافق أجيالا من المشاهدين.
بداية مساره تعود إلى ستينيات القرن الماضي داخل الإذاعة
والتلفزة المغربية، حيث تقلد مهاما متعددة كمقدم للأخبار، قبل أن يسطع اسمه أكثر
مع إنتاج وتقديم برنامج "سينما الخميس" ما بين 1991 و2003، الذي تحول
إلى موعد أسبوعي ينتظره عشاق الفن السابع، كما استمر في العطاء من خلال برنامج
"نادي السينما" حتى سنة 2014، إلى جانب حضوره اللافت في الإذاعة عبر عدة
برامج ثقافية.
لم يكن علي حسن مجرد إعلامي، بل كان فاعلا ثقافيا حقيقيا ساهم في
إطلاق إذاعة ميدي1، وشارك في تأسيس القناة الثانية "دوزيم"، كما برع في
الدبلجة والتعليق على الأفلام الوثائقية، وأثرى الإنتاج السينمائي الوطني بصفته
عضوا في لجان الدعم والتحكيم، وهو ما جعله شاهدا ومشاركا في التحولات الكبرى التي
عرفها الإعلام والسينما المغربية.
حبه للسينما لم يتوقف عند التقديم والتعليق، بل امتد إلى
التمثيل في عدد من الأفلام الطويلة، منها "ابن السبيل" و"الحاج
مختار الصولدي"، وهو ما جعل مساره يتقاطع مع أسماء بارزة في المشهد السينمائي
المغربي والعربي، مؤكدا أن شغفه كان أكبر من أن يحصر في شاشة التلفاز.
برحيل علي حسن، يطوي المغرب
صفحة مشرقة من ذاكرة إعلامية وثقافية غنية، فقد كان صوتا وصورة ارتبطت في وجدان
المغاربة بمواعيد السينما وبرامج الثقافة، وترك بصمة ستظل خالدة في تاريخ الإعلام
الوطني، وذاكرة أجيال تربت على برامجه وإسهاماته.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك