عهد الشراكة المتجددة بين الرباط ولندن: المغرب يصنع الحدث على الساحة الدولية

عهد الشراكة المتجددة بين الرباط ولندن: المغرب يصنع الحدث على الساحة الدولية
تقارير / الأربعاء 16 يوليو 2025 - 18:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء

أكد المبعوث التجاري البريطاني بن كولمان أن ما حققه المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس يفوق التوقعات، ويمثل نموذجا للإصلاح المتكامل والتنمية المتسارعة. زيارته الأخيرة إلى المملكة، رفقة وزير الخارجية البريطاني، كشفت له عن حجم الأوراش المفتوحة، والتغيرات البنيوية التي جعلت من المغرب فاعلا دوليا يحظى بالتقدير والإعجاب.

واعتبر كولمان أن النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه جلالة الملك، إلى جانب الإصلاحات المؤسساتية، قد أسس لاقتصاد قوي ومتنوع، جعل من المغرب شريكا إستراتيجيا موثوقا للمملكة المتحدة، وخاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والصحة والمناخ. وأكد أن هذا التحول انعكس إيجابا على معيش المواطنين وساهم في إعادة تشكيل خريطة الاستثمار في شمال إفريقيا.

كما نوه بالعلاقات الثنائية بين الرباط ولندن، التي ارتقت إلى مستوى “شراكة معززة”، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى المغرب في يونيو الماضي، والتي مهدت لإطلاق مشاريع كبرى، ضمنها التحضير المشترك لتنظيم كأس العالم 2030، حيث يرى المسؤول البريطاني أن المغرب قدم نموذجا يحتذى في الإعداد لهذا الحدث العالمي.

وكشف كولمان عن تعبئة غير مسبوقة للفاعلين البريطانيين لدعم مشاريع ضخمة في المغرب، مشيرا إلى أن وكالة UK Export Finance خصصت 5 مليارات جنيه إسترليني لتمويل مشاريع مشتركة، شرط إدماج المقاولات البريطانية بنسبة 20٪ على الأقل، وهو ما يترجم إرادة سياسية قوية من الطرفين لإرساء شراكة اقتصادية مستدامة.

ورأى أن الشراكة لا تتوقف عند كأس العالم، بل تمتد إلى ميادين أكثر استراتيجية كالأمن والدفاع، مؤكدا أن الرباط ولندن تتقاطعان في رؤيتهما بخصوص ضرورة استقرار منطقة الساحل، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية بإفريقيا. وهنا أشاد بالمبادرة الملكية لربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي، معتبرا إياها تحولا جيواستراتيجيا كبيرا سيُعيد رسم خرائط النفوذ والتعاون بالقارة.

وأشار المسؤول البريطاني إلى أهمية الاستفادة من التجربة المغربية في إفريقيا، وخاصة في الطاقات المتجددة وتدبير المياه، لكون المغرب أصبح منصة للاستثمار وواجهة للتنمية العابرة للحدود. وأكد أن هناك رغبة بريطانية واضحة للاستثمار في البنيات التحتية وتقديم تمويلات ذكية للمشاريع التي تضمن استدامة الموارد.

أما في ما يتعلق بالقضية الوطنية، فقد شدد كولمان على دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي، واصفا إياه بـ"الخيار الواقعي والمصداق"، الذي يحظى باحترام لندن ويُعد القاعدة الأسلم لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وأكد أن هذا الموقف السياسي البريطاني سيسهم في دفع مسار الحل النهائي للملف وفق منطق الشرعية والسيادة.

كما اعتبر أن العلاقات المتميزة بين الملك محمد السادس والملك تشارلز الثالث تشكل حجر أساس للتقارب بين البلدين، مضيفا أن هذه الروابط الملكية العريقة والمتينة تمنح بعدا شخصيا وأخلاقيا لهذا التعاون، الذي يستمد شرعيته من تاريخ عمره أكثر من 800 سنة، ويستعد اليوم لفتح صفحة جديدة تليق بتحديات القرن الواحد والعشرين.

وفي ختام تصريحه، أكد بن كولمان أن المغرب وبريطانيا يدخلان مرحلة جديدة عنوانها الوضوح، الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، مضيفا أن بلاده ترى في المغرب شريكا محوريا في إفريقيا، وأن الفرص بين البلدين كثيرة، والرهان اليوم هو تحويل هذه الإرادة السياسية القوية إلى مشاريع ملموسة تعود بالنفع على الشعبين.

                                                                        

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك