هدم بدون إشعار وسكن في مهب الريح..طلبة معهد الزراعة والبيطرة يواجهون المجهول وسط صمت رسمي

هدم بدون إشعار وسكن في مهب الريح..طلبة معهد الزراعة والبيطرة يواجهون المجهول وسط صمت رسمي
تقارير / السبت 21 يونيو 2025 - 16:50 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي

يعيش طلبة المعهد الوطني الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط على وقع حالة من القلق والتوتر، بعد تواتر أنباء تفيد بالشروع في تنفيذ خطوات تمهيدية لهدم السكن الجامعي الداخلي التابع للمؤسسة، وذلك في إطار مشروع لتوسعة شبكة الطرق بالمنطقة.

هذه الأخبار التي تناقلتها مصادر طلابية ومقاطع مصورة داخل الحرم الجامعي، انتشرت بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، وأثارت حالة استنفار وسط أكثر من 1500 طالب وطالبة يقيمون بالمرفق السكني منذ سنوات.

غياب الإشعار والبدائل يدفع نحو المجهول

ما يزيد الوضع احتقاناً هو غياب أي تواصل رسمي من طرف الوزارة أو إدارة المعهد بخصوص طبيعة المشروع المزمع تنفيذه، أو مصير الطلبة الذين يعتمدون بشكل كلي على السكن الجامعي في حياتهم اليومية والدراسية. فإقدام السلطات على خطوة حساسة مثل هدم مقر الإيواء دون إشعار مسبق أو إشراك المعنيين في القرار، يطرح علامات استفهام حول مدى احترام الحق في السكن، خاصة في مؤسسة تعليمية وطنية تستقطب طلبة من مختلف جهات المغرب.

مستشار برلماني يدق ناقوس الخطر

وفي هذا السياق، دخل المستشار البرلماني خالد السطي على خط الأزمة، موجها سؤالاً كتابياً إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يستفسره فيه عن حقيقة ما يجري داخل أسوار المعهد. وأكد السطي في مراسلته أن الطلبة يعيشون حالة من "اللايقين والارتباك"، بسبب ما وصفه بـ"القرارات غير التشاركية"، محذراً من تداعيات هدم السكن دون توفير بدائل لائقة، وهو ما قد يدفع الطلبة نحو تعليق الدراسة أو الانقطاع عنها قسرياً.

من حق الطلبة أن يُستشاروا

أبرز ما يُثير غضب الطلبة في هذه القضية، هو شعورهم بالتجاهل الكامل من طرف الجهات المسؤولة، سواء من حيث إشراكهم في النقاش حول المشروع المزمع، أو حتى احترام حقهم في المعلومة، وهو حق دستوري أصيل. فبالنسبة لهم، السكن ليس امتيازاً، بل أحد أعمدة الحياة الجامعية، وأي مساس به دون تقديم حلول عملية سيقوّض الاستقرار التربوي والمعيشي لمئات الشباب، الذين يواجهون في الأصل صعوبات اقتصادية واجتماعية كبيرة.

أسئلة مشروعة وإجابات غائبة

في سؤاله البرلماني، طالب السطي الوزير بالكشف عن تفاصيل المشروع، وأهدافه، وهل تم التنسيق فعلاً مع إدارة المعهد قبل الشروع في الإجراءات الأولية للهدم؟ كما تساءل عن التدابير المزمع اتخاذها لضمان عدم حرمان الطلبة من حقهم في السكن الجامعي، سواء عبر إعادة التوطين في بنايات بديلة، أو توفير منح دعم استثنائية لفائدة المتضررين.


أزمة تكشف هشاشة تدبير الحياة الجامعية

ما يحصل اليوم في معهد الزراعة والبيطرة يُسلّط الضوء من جديد على إشكالية تدبير الحياة الجامعية بالمغرب، والهوة الواسعة بين ما يُعلن من شعارات حول النهوض بالتعليم العالي، وبين ما يعيشه الطلبة في الميدان. فإذا كانت المؤسسات الجامعية تُفترض أن تكون فضاءً آمناً ومنظماً للتعلم والإبداع، فإن هدم سكن طلابي دون تواصل أو تنسيق، يُفقد هذه المؤسسات مصداقيتها ويعرض الطلبة لمزيد من التهميش والضغط النفسي والاجتماعي.

مطلب واضح: لا هدم دون بديل

صوت الطلبة واضح ومشروع: لا يمكن القبول بأي خطوة تمس حقهم في السكن دون تقديم بدائل ملموسة، ولا يُعقل أن يُفرض عليهم دفع ثمن مشروع تنموي لا يُعرف عنه شيء. ففي ظل الغلاء وتكاليف الحياة المرتفعة، يُعد السكن الجامعي شريان حياة لآلاف الطلبة، وأي مساس به يجب أن يُدار بعقلانية وشفافية، وإلا فإن الأزمة مرشحة للتفاقم، وربما ستتحول إلى صدام اجتماعي جديد في حرم جامعي لطالما كان عنواناً للهدوء والعطاء العلمي.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك