أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي/م.كندا
يعيش الاحتلال الإسرائيلي لحظات مرعبة لم يشهد مثلها منذ عقود، بعد موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية التي تنهمر على مختلف مناطق الأراضي المحتلة، مُحوّلةً سماء إسرائيل إلى جحيم مشتعل، وأحيائها إلى مدن أشباح تعج بالخوف والهلع والصراخ.
المدن الكبرى مثل تل أبيب وحيفا وبئر السبع باتت عاجزة عن الاحتماء حتى بأحدث منظوماتها الدفاعية، بعدما كشفت الصواريخ الباليستية الإيرانية العملاقة، مثل "خرمشهر 4" و"سجيل"، عجز القبة الحديدية عن مجاراة كثافة النيران ودقتها التدميرية. فالمنظومة الصاروخية الإيرانية دخلت المعركة بقوة غير مسبوقة، وبدقة إصابة أقل ما توصف به أنها صادمة.
في الوقت الذي لم تعلن فيه إسرائيل
بدقة عن حجم خسائرها البشرية، تشير التسريبات غير الرسمية إلى مقتل أكثر من مئة
جندي ومدني، وإصابة المئات، بينهم كبار ضباط في منظومة القيادة العسكرية. أما على
الجانب الإيراني، فقد أسفر الرد الإسرائيلي المحدود عن سقوط 27 شخصاً، معظمهم من
الحرس الثوري، وفق بيانات شبه رسمية.
صور الخراب القادمة من قلب الاحتلال تعكس فشل الجاهزية الإسرائيلية، إذ تحولت الشوارع إلى ميادين للفوضى، والملاجئ إلى قبور جماعية لمن لم يسعفهم الوقت، خصوصاً في المناطق الحدودية مع غزة وشمال فلسطين، حيث فشلت صفارات الإنذار في التحذير المبكر نظراً لتخطي الصواريخ الإيرانية الزمن القياسي للوصول.
تسابق المواطنين الإسرائيليين نحو الملاجئ، وسط التدافع والصراخ، أبرز حالة الانهيار الداخلي للمجتمع الإسرائيلي، الذي فقد ثقته في مؤسساته الأمنية والعسكرية. أما المستوطنون في الضفة الغربية والنقب، فقد فرّ بعضهم إلى مناطق الشمال، في محاولة يائسة للهروب من لهيب المعركة.
في ظل هذا التصعيد، اكتفت الولايات
المتحدة بمواقف باهتة وتصريحات دبلوماسية مترددة، بينما تستمر في تزويد إسرائيل بشحنات
ضخمة من السلاح، دون أن تتدخل عسكرياً بشكل مباشر. ويذهب بعض المحللين إلى القول
إن هذا التصعيد قد يكون فرصة ذهبية لواشنطن لتصفية مخزونها القديم وفتح الباب
لصفقات تسليح جديدة، في منطق اقتصادي لا يعرف إلا لغة الأرباح.
التقارير الإسرائيلية تؤكد أن أكثر من
500 صاروخ ثقيل قد أُطلق من إيران خلال 72 ساعة فقط، في واحدة من أضخم الهجمات
الصاروخية العابرة للقارات التي عرفتها المنطقة، في حين تم اعتراض أقل من 40%
منها، والباقي أصاب أهدافاً استراتيجية، من بينها مواقع عسكرية ومقرات أمنية
ومستودعات ذخيرة.
إيران من جهتها أعلنت أنها لن تتوقف عن الرد حتى تعود إسرائيل إلى ما قبل لحظة التصعيد، مؤكدة أن "يد المقاومة طويلة، ولن تتوقف ما دام الاحتلال قائماً"، مما يعني أن الأيام المقبلة قد تحمل سيناريوهات أكثر دموية واشتعالاً.
أما عن نوعية الصواريخ المستخدمة، فقد
أكدت مصادر مطلعة أن إيران استخدمت مزيجاً من صواريخ "ذو الفقار"
و"قيام" و"حاج قاسم" متوسطة المدى، إضافة إلى صواريخ بعيدة
المدى مثل "خرمشهر" و"رعد"، وكلها تحمل رؤوساً متفجرة تفوق
نصف الطن، مما يفسر حجم الدمار الهائل في البنية التحتية للاحتلال.
هذا التصعيد العسكري العنيف بين إيران
وإسرائيل قد يكون البداية الفعلية لتحول استراتيجي خطير في المنطقة، خصوصاً إذا ما
خرجت الأمور عن السيطرة، وانخرطت أطراف أخرى في المعركة، ليبقى السؤال الأهم: هل
دخلت المنطقة نفق حرب مفتوحة لا عودة منها؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك