أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي
في تطور خطير ينذر بتغيير معادلات الردع في الشرق الأوسط وآسيا، كشفت القناة العاشرة العبرية عن مضمون رسائل دبلوماسية غير مسبوقة وجهتها باكستان إلى الولايات المتحدة، مفادها أن أي هجوم نووي على إيران من قبل إسرائيل، سيُقابل برد نووي مباشر على إسرائيل.
التقرير أثار ضجة واسعة في الأوساط الدولية، وفتح الباب لتساؤلات كثيرة حول دور باكستان المستقبلي في التوازنات الإقليمية، خاصة مع اشتداد حدة التوتر بين إسرائيل وإيران، وسعي الأخيرة إلى حشد دعم حلفائها الإقليميين لمواجهة أي عدوان محتمل.
رسالة باكستان إلى واشنطن: لا حياد إذا احترقت طهران
بحسب ما أوردته القناة العاشرة العبرية، فإن إسلام آباد أبلغت واشنطن بشكل واضح وصريح أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تعرضت إيران لهجوم نووي من طرف إسرائيل.
الرسالة جاءت في إطار تقييم استراتيجي أجرته باكستان حول تداعيات أي مواجهة شاملة في المنطقة، وخلصت إلى أن بقاءها على الحياد سيعرض أمنها القومي ومكانتها الجيوسياسية للخطر.
مصادر مطلعة أشارت إلى أن القيادة العسكرية الباكستانية تعتبر إيران دولة جارة وإسلامية، وأي تدمير شامل للبنية التحتية الإيرانية سيهدد التوازن الاستراتيجي في آسيا الوسطى والخليج العربي.
ما خلفية هذا التهديد؟
منذ اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وتصاعد الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا ولبنان، تحوّلت المنطقة إلى برميل بارود جاهز للانفجار.
إيران بدورها كثّفت من تحذيراتها بأنها لن تقف وحدها إذا اندلعت حرب شاملة، فيما كثرت التحليلات حول تفعيل محور المقاومة الذي يضم فصائل في العراق، سوريا، لبنان، اليمن، وربما دعم غير مباشر من دول مثل باكستان.
في هذا السياق، تفسر تصريحات باكستان كمؤشر على تحول محتمل في العقيدة النووية للبلد، الذي كان إلى وقت قريب يعتبر برنامجه النووي موجهًا فقط ضد الهند.
موقف واشنطن: صمت مشوب بالقلق
رغم خطورة التصريحات المنسوبة لباكستان، لم تُصدر وزارة الخارجية الأمريكية أي تعليق رسمي حتى الآن، مما يعكس ارتباكًا في الموقف الأمريكي تجاه هذا التهديد الجديد.
محللون أمريكيون حذروا من أن دخول باكستان على خط النزاع النووي بين إسرائيل وإيران سيعقد الأمور بشدة، وربما يفتح الباب لتحالفات جديدة تتجاوز الاصطفاف التقليدي بين واشنطن وتل أبيب.
إسرائيل تلوّح بالقوة… ولكن بصمت
السلطات الإسرائيلية لم تُعلّق بدورها على هذه التسريبات، لكن مصادر داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أعربت عن قلقها البالغ من احتمال انضمام قوة نووية مثل باكستان إلى جبهة الخصوم.
وقال محلل عسكري إسرائيلي في حديث للقناة نفسها: "إذا ثبتت صحة هذا التحذير، فإن أي سيناريو لمواجهة مع إيران سيتحول إلى كابوس استراتيجي لتل أبيب، خصوصًا إذا تحركت دول مثل تركيا وقطر أيضًا في الخلفية".
ماذا تعني هذه التطورات للعالم العربي؟
على المستوى العربي، يضع هذا التهديد الجديد عددًا من الدول في موقف حرج، خاصة تلك التي تسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من إيران وباكستان، وفي الوقت نفسه ترتبط بتفاهمات أمنية أو تطبيعية مع إسرائيل.
كما يُتوقع أن تُعيد هذه المعطيات خلط الأوراق داخل منظومة التعاون الإسلامي، التي ظلت تعاني من الانقسام حول الموقف من الملف النووي الإيراني.
هل نحن على أبواب "حرب نووية إسلامية ـ إسرائيلية"؟
في الوقت الراهن، لا توجد مؤشرات مباشرة على اندلاع مواجهة وشيكة، لكن التصريحات الباكستانية تُشكل رسالة ردع قوية مفادها أن تل أبيب لن تواجه إيران وحدها في حال قررت تفعيل خيارها النووي.
ويختم أحد المحللين العسكريين في الهند بالقول:
"إن انخراط باكستان في هذا النزاع سيكون أخطر من أي حرب خاضتها في تاريخها، لكنه قد يكون -من وجهة نظرها- الوسيلة الوحيدة لمنع الكارثة قبل أن تقع".
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك