أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
بعدما سلّطت "أنتلجنسيا
المغرب" الضوء على معاناة الجالية المغربية بإيطاليا، خصوصاً في قنصلية
فيرونا، عبر بوابة الشكايات، وبعد نشر مقال مدعّم بالوثائق والشهادات تحت عنوان
يحمّل قناصلة "فيرونا" و"بولونيا" مسؤولية شلّ الاقتصاد ونسف
صبر الجالية، جاء التحرك سريعاً.
المقال الذي كشف عن طوابير الإذلال،
مواعيد مؤجلة بلا مبرر، وجوه متجهمة، وغياب تام لشروط الاستقبال، تردد صداه بقوة
داخل أروقة القنصلية، التي لم تجد بداً من كسر الصمت والتفاعل.
اليوم الخميس 22 ماي 2025، أصدرت
قنصلية "فيرونا" إشعاراً عبر صفحتها الخاصة بموقع "فيسبوك"
موجهاً للجالية المغربية بإيطاليا، تعلن فيه عن فتح أبوابها في أيام السبت خلال
الأشهر القادمة، من أجل تقديم كافة الخدمات الإدارية والقنصلية.
المبادرة، التي جاءت موازاة مع اقتراب
موسم العطلة الصيفية، تعدّ بادرة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، وتكشف عن تفاعل
مباشر مع النداءات المتكررة التي فجّرها الإعلام المستقبل والضمير المهني عبر
"أنتلجنسيا المغرب"، ومنابر أخرى .
القرار الذي حمل توقيع السيدة القنصل
"وفاء .ز" جاء ليعلن أن هذه الأخيرة ستفتح أبوابها أيام: السبت 24 ماي،
والسبت 14 و28 يونيو، والسبت 5 يوليوز-2025، من الساعة 11 صباحاً إلى 14:00 بعد
الزوال، في محاولة لاحتواء الغضب، وتدارك التأخر الإداري المزمن الذي كاد أن يحرم
الآلاف من أفراد الجالية من التوجه إلى وطنهم لقضاء عطلة الصيف، كما يهدد بخسائر
مباشرة لخزينة الدولة جراء تعقيدات المساطر، لولا هذه اليقضة.
التحرك الجديد سيعيد الأمل لعدد من
أفراد الجالية الذين فقدوا الثقة في الإدارة القنصلية، آملين في أن تتحول هذه
الخطوة إلى بداية قطيعة مع الممارسات البيروقراطية، والاستقبال المهين، والمعاملة
الفوقية، خصوصاً وأن العديد من الإيطاليين والأجانب المرتبطين قانونياً بمغاربة،
يلجؤون هم أيضاً لهذه القنصليات، ما يفرض حفظ ماء الوجه وتحسين صورة المغرب من
داخل المرافق القنصلية بـ:"فيرونا".
الرهان اليوم، لا يقتصر على فتح أبواب
القنصلية أيام السبت، بل على تغيير جذري في عقلية التعامل مع المواطنين، واعتماد
منطق الخدمة وليس السلطة، فالمرافق العمومية بالخارج تمثل صورة الوطن، وإن كانت
مشوهة، فلا معنى لكل المبادرات الكبرى التي يسهر عليها جلالة الملك "محمد السادس"
شخصيا، في مقدمتها عملية "مرحبا" كل صيف، والتي تقف على الأبواب.
ما حدث يثبت أن للإعلام الجاد ثقله حين يُمارَس بمسؤولية وضمير، وأن الضغط المهني حين يُستثمر بذكاء، قادر على تحريك المياه الراكدة، وتكسير جدران الصمت، "أنتلجنسيا المغرب" تؤكد مجدداً أن الجالية ليست وحدها، وأن كل ملف يُطرح بوثائق ومعطيات، سيتحول إلى معركة رأي عام لا تقف عند حدود البلاغات، ولن نتبنى خط "التروكو والمكياج"، ننقل الحقيقة كما هي ننقل صوت المواطن المغربي في الداخل والخارج بعيدا عن بهرجة إعلام "اللماقة".
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك