سجن "عكاشة" في قلب العاصفة وتضامن واسع مع المعتقلة العلمي

أنتلجنسيا المغرب:فتيحة الوديع

تحوّل محيط السجن المحلي عكاشة بالدار البيضاء، صباح اليوم الاثنين 29 دجنبر الجاري، إلى ساحة احتجاج سياسي وحقوقي، بعدما خرج عشرات النشطاء للتعبير عن تضامنهم مع المدونة المعتقلة سعيدة العلمي، ورفضهم لما وصفوه بمعاملة مهينة واستفزازات متواصلة تتعرض لها داخل المؤسسة السجنية.

الوقفة، التي شارك فيها فاعلون حقوقيون وأعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع البرنوصي، إلى جانب لجنة التضامن مع المعتقلين السياسيين، رفعت مطالب واضحة بوقف ما اعتبروه انتهاكات جسيمة للكرامة الإنسانية.

اتهامات بالعنف وسوء المعاملة

المحتجون عبّروا عن استنكارهم الشديد لما نقلته عائلة العلمي بخصوص تعرّضها للضرب والتعنيف والإهانة داخل السجن، معتبرين أن هذه الممارسات دفعتها إلى خوض إضراب جديد عن الطعام. وأكدوا أن ما يقع لا يمكن فصله عن سياق أوسع من التضييق، مطالبين بفتح تحقيق نزيه ومستقل لكشف حقيقة ما جرى ومحاسبة المسؤولين عنه.

إضراب سادس ومواجهة مفتوحة

سعيدة العلمي تخوض، بحسب معطيات عائلتها، إضراباً مفتوحاً عن الطعام هو السادس منذ اعتقالها، احتجاجاً على ما أُبلغ به من اعتداء جسدي وإتلاف لممتلكاتها داخل السجن. ووفق تدوينة لشقيقتها ليلى العلمي، فإن المدونة قررت الدخول في إضراب “حتى الموت” ابتداءً من 26 دجنبر الجاري، بعد تعرضها للسب والتنكيل والبصق، وإصابتها بكدمات وخدوش، مع تمزيق ملابسها وإتلاف كتبها وجرائدها وكتابتها الخاصة.

تحميل الدولة المسؤولية

عائلة العلمي حمّلت الدولة المغربية، بمختلف مؤسساتها، وإدارة سجن عكاشة، المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة ابنتهم، محذّرة من تبعات أي تطور خطير قد يطال وضعها الصحي. وأشارت إلى أن سعيدة العلمي تعاني من أمراض مزمنة، بينها داء السكري وارتفاع ضغط الدم والقولون العصبي، ما يجعل وضعها أكثر هشاشة في ظل الإضراب.

خلفية الحكم والمتابعة

وكانت سعيدة العلمي قد أُدينت ابتدائياً بثلاث سنوات سجناً نافذاً، مع غرامة مالية قدرها 20 ألف درهم، عقب متابعتها قضائياً منذ يوليوز الماضي، على خلفية تهم تتعلق بإهانة هيئة منظمة قانوناً، ونشر ادعاءات كاذبة، وإهانة القضاء، في ملف لا يزال يثير جدلاً حقوقياً وسياسياً واسعاً.