المغرب بين التطبيع ومجازر غزة..هل ما يزال صوت الشارع قادراً على كسر صمت النظام؟ووقفة للائتلاف أمام البرلمان

المغرب بين التطبيع ومجازر غزة..هل ما يزال صوت الشارع قادراً على كسر صمت النظام؟ووقفة للائتلاف أمام البرلمان
سياسة / الخميس 27 نونبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر

في الوقت الذي تتواصل فيه حرب الإبادة بقطاع غزة بلا هوادة، ويتمادى الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم ترقى إلى مستوى التطهير العرقي والقتل الجماعي، تتكشف ملامح مرحلة عربية جديدة تتقدّم فيها الأنظمة بخطوات واسعة نحو التطبيع، بينما يتراجع صوت المبدأ والكرامة.

النظام المغربي، الذي قطع أشواطاً كبيرة في مسار التطبيع السياسي والأمني، يجد نفسه اليوم في قلب هذه المعادلة المتوترة،سلطة تلوّح بالخطابات المتوازنة من الخارج، ولكنها ماضية في تنسيقها الأمني والاقتصادي مع المحتل، مقابل شارع يغلي ويتشبث بموقف لا يقبل المساومة.

بلاغ الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان الذي يضم أزيد من 20 هيآة وطنية، وتوصلت الجريدة بنسخة منه، يضع النقاط على الحروف: حرب الإبادة مستمرة، والكيان الصهيوني يمضي قدماً في مشروعه الاستعماري الواضح لإقامة “إسرائيل الكبرى”، مع دعم أمريكي غير محدود، وصمت أممي يتجاوز حدود العجز إلى حدود التواطؤ.

فالعدوان لم يعد مقتصراً على غزة، بل توسع إلى الضفة والقدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، وامتد إلى اليمن ولبنان، حيث نفّذ الاحتلال عملية اغتيال في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، طالت القائد الشهيد هيثم الطبطبائي وأربعة من رفاقه، في مشهد يكشف حدود الغطرسة وعمق الانهيار العربي.

وفي مقابل هذا المشهد الدموي، يواصل نتانياهو وجيشه خرق قرار وقف إطلاق النار، متحكّمين في المعابر، خانقين المساعدات، ومحوّلين غزة إلى سجن كبير بلا غذاء ولا دواء ولا وقود.

كما يستمر الاستيطان، وتهويد القدس، وتجريف الأراضي، وهدم البيوت…كل ذلك تحت أعين أنظمة اختارت التطبيع، وتتقدّم فيه بلا تردد، ومن بينها المغرب الذي يتمادى في علاقاته مع تل أبيب رغم الإجماع الشعبي الصارخ.

في هذا السياق القاتم، تعلن الكتابة التنفيذية للإئتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان انخراطها في دعوة الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إحياءً لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال فعاليات اليوم الوطني 27 عبر ربوع البلاد، وعلى رأسها الوقفة المركزية يوم السبت 29 نونبر 2025 أمام البرلمان بالرباط.

هو امتحان آخر أمام الدولة:هل تختار الاستماع لصوت الشعب الرافض للتطبيع، أم تواصل السير في الطريق ذاته رغم الدم النازف من غزة والضفة والقدس وبيروت؟

شارع يستعد للاحتجاج، ودولة تواصل الحسابات الجيوسياسية… وبينهما يبقى السؤال معلّقاً:كم من الدم يلزم كي يتوقف الركض نحو التطبيع؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك