الفساد تحت المجهر.. حزب التقدم والاشتراكية يفتح النار على مظاهر الانحراف ويطالب بإصلاح شامل لحماية الدولة والمجتمع

أنتلجنسيا المغرب:الربان

في موقف سياسي حازم وجريء، ندد حزب التقدم والاشتراكية بما أسماه الانتشار المقلق لمظاهر الفساد في مختلف مناحي الحياة العامة بالمغرب، مؤكداً أن هذه الظاهرة لم تعد مجرد اختلالات عابرة، بل تحولت إلى معضلة مجتمعية وقيمية تحمل كلفة ثقيلة على الدولة والمجتمع والأفراد على حد سواء.

البلاغ الصادر عن المكتب السياسي للحزب، حمّل المؤسسات العمومية مسؤولية مضاعفة في مكافحة الفساد، داعياً إلى تبني مقاربة شاملة تتجاوز البعد الزجري، نحو إعمال أدوات مؤسساتية وتشريعية متينة، مصحوبة بيقظة مجتمعية دائمة، تُمارسها وسائل الإعلام والمجتمع المدني وهيئات التأطير السياسي.

وفي هذا الإطار، توقف الحزب عند ما وصفه بـ"الانفجار الأخلاقي" الذي تمثل في قضية المتاجرة بالشهادات الجامعية بإحدى مؤسسات التعليم العالي التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، معتبراً أن هذه الفضيحة تسيء إلى الجامعة المغربية برمتها، سواء في القطاع العمومي أو الخاص. وأكد الحزب على ضرورة الدفاع عن سمعة الأساتذة النزهاء، وتجنب أي تعميم يُلحق الضرر بالجسم الجامعي ككل، مشدداً على أن إصلاح التعليم العالي أصبح ضرورة ملحة لا تقبل التأجيل.

سياسياً، عبّر حزب التقدم والاشتراكية عن ارتياحه المتزايد لزخم الاعترافات الدولية المتتالية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، في إشارة إلى تنامي الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي، مجدداً التأكيد على أن مواجهة التحديات الخارجية تتطلب تمتين الجبهة الداخلية عبر تجديد دينامية الإصلاح الشامل، وتعزيز المسار الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والإنصاف المجالي.

على الصعيد الدولي، دان الحزب بأشد العبارات استمرار الجرائم المرتكبة من طرف الاحتلال الإسرائيلي في غزة، معتبراً إياها جرائم حرب مكتملة الأركان. وأشاد الحزب بصمود الشعب الفلسطيني، داعياً إلى تعبئة دولية حقيقية تتجاوز بيانات التنديد نحو تحرك عملي وملموس. كما أعرب عن دعمه للمسيرة الدولية المنتظرة نحو غزة عبر مصر ما بين 12 و15 يونيو الجاري، باعتبارها شكلاً نضالياً سلمياً لفضح جرائم الاحتلال وإعادة وضع القضية الفلسطينية في صدارة الأجندة الدولية.

مواقف الحزب، كما عبر عنها في بلاغه الأخير، تكشف عن رؤية واضحة تربط بين النضال من أجل العدالة الداخلية ومساندة القضايا العادلة على الساحة الدولية، في تجسيد فعلي لهوية الحزب اليسارية الديمقراطية وارتباطه الدائم بقضايا الوطن والشعب.