أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في مشهد سريالي يصعب تصنيفه بين الجهل
المتعمد أو السخرية من معاناة الناس، خرج وزير لم يُعرف إن كان يتحدث عن بلد في
الأحلام أو عن عالم موازٍ ليروج لأوهام لا يصدقها حتى الأطفال "والوجه نيبا
لا".
تحدث بلغة خشبية، مشبعة بالغرور
والانفصال التام عن الواقع، قائلاً إن المواطن منذ صرخته الأولى يتسلم مبلغ
الولادة، ويدرس في أفضل مدارس الريادة، ويُوظف فوراً، ثم يحال على تقاعد مريح
"واش هدا بعقلوا الطبيب على حسابي" .
هذا الخطاب الاستعراضي لا يعكس سوى
وقاحة سياسية غير مسبوقة، حيث تحولت الميكروفونات إلى أدوات للتضليل بدل أن تكون
جسراً للتواصل مع الشعب، فالمواطن الذي يكتوي بغلاء المعيشة، والبطالة، وتدهور
الخدمات، لم يعد يقبل مثل هذا الكلام المُستفز، بل أصبح يتساءل، واش هذا وجههو ولا
مسلفو؟ .
الثقة بين المواطن والسياسة تحطمت
بالكامل، ولم تعد للألوان الحزبية أي قيمة أو معنى، الكل يتحدث، لكن لا أحد يصغي،
والناس صارت ترى في السياسي مجرد ممثل فاشل يكرر سيناريوهات بالية أمام جمهور لم
يعد يصفق، بل يصفّر غاضباً.
السياسة اليوم، في ظل هذا النوع من الخطاب، ليست سوى جثة تنتظر من يعلن وفاتها رسمياً، أما الشعب، فقد سبق أن أقام عليها الحداد، ودفن معها آخر ما تبقى من الأمل في التغيير الحقيقي، "الله يعطيه العز أما الذل راه فيه" .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك