أنتلجنسيا المغرب / فهد الباهي . إيطاليا
في ظل القرار الملكي الحكيم القاضي بإلغاء شعيرة عيد الأضحى
لهذا العام، شهدت الأسواق المغربية تدفقًا غير مسبوق لرؤوس الأغنام، مما طرح
تساؤلات جدية حول مصير الدعم المالي الحكومي المخصص للقطاع.
وسط هذه
المعطيات، برزت أخبار عن برلماني "شناق بروماكس" استورد 50 ألف رأس غنم،
مستفيدًا من الامتيازات الضريبية الممنوحة لاستيراد الماشية واللحوم الحمراء، ما
يثير الجدل حول مدى استفادته من الدعم الحكومي رغم تغير معادلة السوق.
المعطيات تشير إلى أن هذا البرلماني، رغم قرار الإلغاء، لن يكون
خاسرًا، إذ إن الاستفادة من دعم مالي حكومي يصل إلى 500 درهم لكل رأس غنم مستورد
تعني أرباحًا ضخمة، حتى في غياب الطلب المعتاد خلال فترة العيد، وهنا يبرز
التساؤل: هل سيتم صرف هذا الدعم رغم تغير الظروف؟، أم أن الحكومة ستتراجع عن منح
المساعدات بعد تدفق أعداد هائلة من الأغنام في الأسواق المغربية؟ .
المواطنون يطالبون بتوضيحات رسمية من وزير الفلاحة والصيد
البحري ووزير المالية، لوضع حد لهذا الجدل وضمان الشفافية في تدبير المال العام،
فالدعم الحكومي، إن استمر رغم الظروف الجديدة، قد يتحول إلى ريع يستفيد منه كبار
التجار والمضاربين على حساب المصلحة العامة للمواطنين دافعي الضرائب، الشفافية في
التصريحات والإجراءات أصبحت ضرورة ملحة لطمأنة الرأي العام وضمان عدم استغلال
المال العام لمصالح ضيقة.
الوضع الحالي يستدعي تدخلاً
سريعًا وحاسمًا من الجهات المسؤولة لتوضيح السياسة المتبعة في التعامل مع هذه
الإعفاءات الضريبية وأسماء المستفيدين من الدعم المالي، الذي يمكن وضعه في خانه
الريع.. فهل ستستجيب الحكومة لمطالب الشفافية، أم أن صفقات الخفاء ستستمر لصالح هذه
الفئة من "الشناقة بروماكس"؟ . الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا
السؤال الذي يشغل بال المواطنين.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك