أغلبية في مهب الريح..هل يُعيد صراع مكونات الحكومة خلط أوراق انتخابات 2026 في المغرب؟

أغلبية في مهب الريح..هل يُعيد صراع مكونات الحكومة خلط أوراق انتخابات 2026 في المغرب؟
سياسة / الأربعاء 29 يناير 2025 12:30:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:رئاسة التحرير

مع اقتراب الانتخابات التشريعية لسنة 2026، تعيش الأغلبية الحكومية في المغرب بقيادة رئيس الحكومة عزيز أخنوش على وقع صراعات سياسية متصاعدة تهدد تماسكها. هذه التوترات، التي باتت واضحة في المشهد السياسي، تثير تساؤلات حول قدرة التحالف الحاكم على الاستمرار حتى نهاية الولاية، ومدى تأثيرها على موازين القوى في الانتخابات المقبلة.

جذور التوتر داخل الأغلبية الحكومية

تتكون الأغلبية الحكومية الحالية من أحزاب التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، والتي شكلت ائتلافًا حكوميًا بعد انتخابات 2021. غير أن التباينات في الرؤى والتوجهات السياسية بين هذه الأحزاب بدأت تطفو على السطح، مما جعل التوافق حول عدد من الملفات الحساسة أمرًا صعبًا.

التنافس على النفوذ

منذ تشكيل الحكومة، ظهر تباين في المواقف بين قيادات الأحزاب المشكلة للأغلبية، خصوصًا بين التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة. فالأخير يسعى إلى تعزيز موقعه في المشهد السياسي استعدادًا للاستحقاقات المقبلة، وهو ما يخلق نوعًا من الصدام مع الحزب الذي يقود الحكومة.

ملفات خلافية تعمق الأزمة

تسببت عدة ملفات حساسة في تأجيج الخلافات داخل الأغلبية، من أبرزها:

التدبير الاقتصادي: حيث تصاعدت الانتقادات داخل الحكومة حول كيفية التعامل مع الأزمات الاقتصادية وغلاء الأسعار.

الإصلاحات الاجتماعية: تباينت المواقف حول أولويات الإصلاح، خاصة في مجالات التعليم والصحة والتشغيل.

قانون المالية 2025: شهدت مناقشته خلافات حادة حول توزيع الميزانيات والاستثمارات.

تحركات المعارضة واستغلال التصدعات

لا تكتفي المعارضة بمتابعة المشهد من بعيد، بل تحاول استغلال التصدعات داخل الأغلبية لإضعافها سياسيًا. وقد كثفت أحزاب المعارضة، وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي، من خطابها النقدي، مستهدفة السياسات الحكومية والتناقضات داخلها.

الشارع المغربي بين الاستياء والترقب

مع تصاعد الخلافات داخل الحكومة، يبقى المواطن المغربي في موقع المراقب للوضع السياسي، خصوصًا أن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية تلقي بظلالها على الحياة اليومية. هذا الاستياء الشعبي قد يكون عاملًا حاسمًا في تحديد مسار الانتخابات المقبلة.

سيناريوهات المستقبل: إلى أين تتجه الأغلبية؟

أمام هذه التوترات، هناك عدة سيناريوهات محتملة لمصير الحكومة الحالية:

استمرار الوضع الحالي: رغم الخلافات، قد ينجح التحالف في تجاوز الأزمة عبر توافقات مرحلية.

إعادة هيكلة الحكومة: قد يشهد الائتلاف الحكومي تغييرات وزارية أو انسحاب أحد مكوناته.

إجراء انتخابات سابقة لأوانها: وهو احتمال مستبعد، لكنه قد يصبح مطروحًا إذا وصلت الأزمة إلى طريق مسدود.

فمع اقتراب انتخابات 2026، يبدو أن المشهد السياسي في المغرب يتجه نحو المزيد من التعقيد، حيث إن الصراعات داخل الأغلبية قد تؤدي إلى إعادة تشكيل المشهد الحزبي برمته. والسؤال المطروح: هل سيتمكن عزيز أخنوش من الحفاظ على تماسك تحالفه، أم أن التوترات الحالية ستفتح الباب أمام مفاجآت سياسية غير متوقعة؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك