أنتلجنسيا المغرب: الدار البيضاء
تواصلت فصول محاكمة محمد بودريقة،
الرئيس السابق لنادي الرجاء البيضاوي، وسط أجواء مشحونة بالترقب والجدل، بعدما
تخلفت الموثقة عن الحضور للمرة الرابعة على التوالي، رغم استدعائها عبر مفوض قضائي،
الشاهدة التي أشعلت القضية بتصريحها الشهير حول “الشيك الملتهم” بقيمة 600 مليون
سنتيم، ظلت الغائب الأبرز عن الجلسة، ما أعطى للقضية طابعًا غامضًا زاد من توتر
الأجواء داخل قاعة المحكمة.
وخلال الجلسة التي انعقدت زوال اليوم
بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، رفضت الهيئة القضائية طلب الدفاع بإعادة استدعاء
الشاهدة، وقررت المرور مباشرة إلى مرحلة المرافعات. واعتبر دفاع بودريقة، الذي سبق
أن شغل منصب برلماني باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، أن التهم الموجهة إلى موكله،
خصوصًا المتعلقة بجنحة النصب، أصبحت متقادمة، مستندًا إلى أن الوقائع تعود إلى سنة
2018، بينما لم يتم الاستماع للموثقة إلا بعد مرور ست سنوات كاملة.
وفي مرافعاته، أوضح نقيب المحامين
السابق الشهبي، قائد هيئة الدفاع، أن الملف يخلو من أي شكاية رسمية ضد بودريقة تخص
تلك الفترة، معتبرًا أن استمرار المحاكمة دون توفر الأدلة الكافية يُعد إخلالًا
بحقوق الدفاع. وأمام الإرهاق الذي بدا على هيئة الدفاع بعد مرافعات مطولة، قررت
المحكمة تأجيل الملف إلى يوم الأربعاء 29 أكتوبر الجاري لاستكمال باقي المرافعات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجلسات
تأتي بعد الحكم الابتدائي الصادر في حق بودريقة بالسجن النافذ لمدة خمس سنوات
وغرامة تفوق 650 ألف درهم، إضافة إلى منعه من إصدار الشيكات لمدة سنة. وكان
البرلماني السابق قد اعتُقل بألمانيا شهر يوليوز 2024 بمطار هامبورغ بموجب مذكرة
بحث دولية صادرة عن “يوروبول”، قبل أن يُسلّم إلى السلطات المغربية، فيما أُقيل من
رئاسة مقاطعة مرس السلطان بسبب تغيبه الطويل عن أداء مهامه.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك