عملية مرحبا 2025.. نجاح لوجيستي يؤكد ريادة المغرب في عبور مغاربة العالم

عملية مرحبا 2025.. نجاح لوجيستي يؤكد ريادة المغرب في عبور مغاربة العالم
بانوراما / الخميس 09 أكتوبر 2025 - 08:23 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

في مشهد يختزل التنظيم والدقة والتضامن، أعلن وزير النقل واللوجيستيك عبد الصمد قيوح، من الرباط، أن عملية "مرحبا 2025" حققت أرقامًا قياسية جديدة في تاريخ عبور مغاربة العالم، مؤكّدًا أن المملكة استطاعت بفضل الرؤية الملكية الحكيمة أن تضع تجربة فريدة في تدبير حركة الملايين من المسافرين بين ضفتي المتوسط.

قيوح أوضح أن أكثر من ثلاثة ملايين ومئتي ألف مسافر، إضافة إلى نحو سبعمائة وتسعة وثلاثين ألف سيارة، عبروا الموانئ المغربية بين العاشر من يونيو والخامس عشر من شتنبر، وهي فترة الذروة لعودة الجالية إلى أرض الوطن. هذه الأرقام، التي تمثل ارتفاعًا بنسبة سبعة في المائة في عدد المسافرين وستة في المائة في عدد السيارات مقارنة بالسنة الماضية، تعكس التحسن الواضح في الخدمات والتنظيم والاستباقية في التخطيط.

الوزارة، حسب ما كشفه الوزير، وفّرت ثلاثة عشر خطًا بحريًا يربط بين الموانئ المغربية الأربعة المعنية بنقل المسافرين، وهي طنجة المتوسط، طنجة المدينة، الناظور، والحسيمة، وتسعة موانئ أوروبية رئيسية على رأسها الجزيرة الخضراء ومرسيليا وجنوة وبرشلونة. وقد تم تشغيل تسعٍ وعشرين باخرة تابعة لسبع شركات بحرية، تؤمّن أكثر من خمسمائة رحلة أسبوعية بطاقة قصوى تصل إلى نصف مليون مسافر ومئة وثلاثين ألف سيارة.

هذا الجهد اللوجيستي الضخم لم يكن ليحقق النجاح لولا الحرص على تطبيق معايير صارمة في السلامة والأمن البحريين، ومراقبة جودة الخدمات المقدمة على متن السفن، إلى جانب التتبع الدقيق للأسعار وتفعيل نظام الحجز المسبق والإجباري للتذاكر على جميع الخطوط البحرية. كما شكل اشتراط التوفر على تذكرة صالحة ليوم السفر شرطًا أساسيا للولوج إلى ميناء طنجة المتوسط، خطوة ثورية في تنظيم حركة المسافرين وإنهاء الفوضى التي كانت تعرفها بعض الفترات السابقة.

الوزير قيوح لم يفته أن يشيد بدور مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة الداخلية وكافة الفاعلين في إنجاح هذه العملية الوطنية الكبرى، التي تجسد أسمى صور التلاحم بين الوطن وأبنائه المقيمين بالخارج. فكل تفاصيل العملية، من استقبال المسافرين إلى تسهيل مرورهم، كانت تخضع لتنسيق دقيق يعكس صورة المغرب المتجدد الذي يجمع بين الكفاءة والإنسانية.

من جهته، أوضح مدير الشرطة المينائية بالوكالة الوطنية للموانئ أمين الكرام أن الوكالة قامت بتعبئة كل الوسائل البشرية واللوجستيكية الممكنة لتوفير أفضل ظروف الأمن والسلامة خلال العملية. كما أشار إلى أن هذه النسخة تميزت بدخول المحطة البحرية للناظور حيز الخدمة، وإطلاق خط جديد يربط بين الناظور ومرسيليا، ما ساهم في الرفع من وتيرة العبور وتحسين الانسيابية.

أما ميناء طنجة المتوسط، فقد واصل تصدره كمحور رئيسي في العملية، وفق ما أكده مديره جعفر عميار، حيث استقبل ما يقارب مليونًا وثمانمائة ألف مسافر، بزيادة قدرها أربعة في المائة، وأكثر من أربعمائة وثلاثة وستين ألف سيارة بارتفاع نسبته ثلاثة في المائة، أي ما يعادل أكثر من نصف مجموع حركة المسافرين وثلثي حركة السيارات تقريبًا.

واعتبر عميار أن اعتماد نظام الحجز المسبق والإجباري للتذاكر كان من أهم نقاط القوة في العملية، لأنه أتاح تنظيم التدفقات البشرية وضمان انسيابية المرور دون ازدحام أو ضغط على البنى التحتية، مما جعل ميناء طنجة المتوسط نموذجًا عالميًا في تدبير حركة الملاحة خلال فترات الذروة.

الفاعلون في مجال النقل البحري أجمعوا على أن نجاح عملية "مرحبا 2025" لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة تنسيق وتعاون مؤسساتي متكامل شاركت فيه وزارة النقل، والسلطات المينائية، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، والقوات الأمنية، وشركات النقل البحري، في منظومة واحدة هدفها خدمة المواطن وضمان راحته في السفر بين الوطن ومهجره.

بهذا التنظيم المحكم، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كجسر بشري ولوجيستي متفوق بين إفريقيا وأوروبا، وكبلد يحتضن أبناءه بكل فخر وحنان. فعملية "مرحبا" لم تعد مجرد عبور موسمي، بل صارت رمزًا لنجاح مغربي متجدد، يجسد قيم الانتماء والتلاحم تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من كرامة المواطن أينما كان بوصلة لكل السياسات العمومية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك