
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
انتقل إلى جوار ربه المناضل الحقوقي حسان كمون، رئيس المنتدى
المغربي للحقيقة والإنصاف وأحد أبرز ضحايا سنوات الجمر والرصاص، بعد مسار طويل طبع
بالوفاء لقضايا الحرية والعدالة. لم يحد الفقيد عن خط المبادئ، ولم تغره
الامتيازات ولا المكاسب، فظل مخلصا لقضية الإنسان، مجسدا معنى الصمود في وجه
الإغراءات التي أسقطت غيره في حسابات ضيقة ومصالح شخصية.
لقد عرفه رفاقه كصوت هادئ عميق، جمع بين التواضع والحزم،
واستطاع أن يحافظ على موقعه كضمير يقظ داخل الساحة الحقوقية. فكان حاضرا في
التنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان إلى جانب أسماء وازنة مثل عبد الحميد أمين
وخديجة الرياضي، كما ظل فاعلا مؤثرا داخل الإئتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان،
حيث بصم على لحظات مفصلية جسدت وحدة الصف الحقوقي رغم الخلافات.
الفقيد الطيب الملتزم استحضر دوما ثقل الأمانة التي ورثها عن
قادة كبار من طينة إدريس بنزكري رحمه الله، ومحمد الصبار ومصطفى المانوزي، فحمل
المشعل بروح مسؤولة، مؤمنا بأن الدفاع عن الكرامة لا ينتهي بتعاقب الأجيال، بل
يتجدد بتجدد التحديات.
وكان آخر عهده بالرفاق في
قافلة فجيج ربيع السنة الماضية، حيث رفع شعار "من أجل الذاكرة وعدم
النسيان"، ليترك لنا جميعا وصية أخيرة عنوانها الوفاء لضحايا الانتهاكات
الجسيمة، وعدم التفريط في حق الوطن في ذاكرة صافية. رحل حسان كمون، لكن صداه سيظل
ممتدا في وجدان الحركة الحقوقية المغربية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك