أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء
في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت
الرأي العام، استفاقت ساكنة مركز “أولاد ازباير” بإقليم تازة على وقع جريمة مروّعة
راحت ضحيتها طبيبة شابة، تم العثور على جثتها مقطعة ومدفونة في حديقة منزل عائلة
زوجها.
الجريمة، التي تقشعر لها الأبدان،
أثارت صدمة كبرى في صفوف زملاء الضحية ووسط الأطر الصحية بجهة فاس مكناس، خصوصًا
وأن المشتبه فيه الرئيسي هو زوجها الطبيب، الذي اختفى مباشرة بعد اختفاء زوجته،
قبل أن يُعتقد أنه فر إلى فرنسا حيث تقيم عائلته.
تعود تفاصيل الفاجعة إلى يوم الثلاثاء
15 يوليوز، حين اختفى الزوجان عن الأنظار بعد يوم عمل عادي في المقرات الصحية التي
يشتغلان بها بمدينة فاس.
ومع اختفاء آثار الزوجة، سارعت
عائلتها إلى تقديم بلاغ لدى الأمن، مما أطلق عملية تمشيط أمني واسعة، انتهت بكشف
الحقيقة الصادمة: الطبيبة قتلت، وجثتها قُطّعت إلى أشلاء ودفنت في مكان منعزل خلف
منزل الزوج بتازة، فيما وُجدت بقع دم في سيارة الزوج، دون أي أثر له منذ ذلك الحين.
التحقيقات الأمنية رجحت أن الجريمة
ارتكبت في منزل الزوجين بفاس، ليتم لاحقًا نقل الأشلاء إلى تازة لإخفاء الجريمة،
في عملية تظهر تخطيطًا وسبق إصرار، لا سيما بعد الاشتباه في سفر الزوج إلى مدينة
"نيس" الفرنسية، حيث كان يدرس الطب سابقًا وتقطن عائلته هناك. هذا
الاختفاء المفاجئ عزز فرضية الهروب بعد تنفيذ الجريمة، وهو ما دفع النيابة العامة
إلى إصدار تعليمات صارمة لتعميق البحث وملاحقة المشتبه فيه.
خلفية الجريمة تعود إلى شكوك راودت
الزوج بشأن علاقة محتملة بين زوجته وإطار يعمل بنفس المستشفى، وهي الشكوك التي
تسببت في توتر العلاقة الزوجية، وسبق أن تطورت إلى خلافات حادة وصلت إلى تدخل
الشرطة بعدما حاول شقيق الطبيب الاعتداء على الإطار الصحي المذكور. لكن لا أدلة
قطعية كانت تثبت وجود أي علاقة، مما يجعل الجريمة تندرج في خانة "الغيرة
القاتلة"، أو "الشك القاتل"، خصوصًا وأنها ارتكبت بدم بارد وتركت
طفلين صغيرين بلا أم ولا أب.
الجريمة لم تترك فقط جثمانًا ممزقًا
خلفها، بل مزقت أيضًا قلوب عائلة الضحية وزملائها، وفتحت جرحًا عميقًا في المنظومة
الصحية التي فقدت إطارًا شابًا كان مشهودًا له بالكفاءة والاجتهاد. في انتظار
توقيف الجاني المفترض ومحاسبته، تبقى هذه الجريمة صفعة مدوية على وجه المجتمع،
ورسالة دامية حول خطورة الغيرة المرضية، وكيف يمكن أن تتحول الشكوك غير المؤكدة
إلى أداة قتل، تقضي على حياة وتدمر أسرة بأكملها.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك