أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
غرق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في
موجة من السخرية والانتقادات اللاذعة عقب ظهور أجهزة مراقبة السرعة الطرقية
الجديدة، التي وُصفت بأنها أقرب إلى "الصحون الفضائية" منها إلى أجهزة
ذكية، بسبب حجمها المبالغ فيه وشكلها الغريب الذي لا يمت للحداثة ولا لجمالية
الفضاء العمومي بصلة.
الصور التي اجتاحت المنصات الرقمية
أثارت دهشة المواطنين، الذين لم يجدوا وصفًا أنسب مما سموه بـ"المهزلة
الميدانية" و"المسخ البصري"، معتبرين أن هذه الأجهزة تمثل مثالًا
صارخًا على غياب الحس الجمالي وسوء تدبير الموارد.
وسط هذا الجدل، تعالت الأصوات الغاضبة
متهمة الجهات المعنية بتبذير المال العام في مشاريع لا تخضع لأي مقاربة تشاركية أو
دراسة مسبقة للبيئة العمرانية والجمالية للمدن. فبدل تركيب كاميرات ذكية ومعلقة
بشكل مدمج ومحايد، تم تثبيت هياكل ضخمة تُشوه المشهد الحضري وتثير سخرية الكبار
قبل الصغار، حتى أن البعض شبّهها بأجهزة في أفلام الخيال العلمي أو الرسوم
المتحركة! هذه المشاهد صدمت الرأي العام وأثارت تساؤلات حول أولويات الإنفاق
وحقيقة الحكامة في تنفيذ مثل هذه المشاريع.
وفي ظل هذا السخط المتصاعد، يطالب
المواطنون بتدخل عاجل لإيقاف هذا العبث العمراني، ومراجعة طريقة تركيب هذه الأجهزة
بما يحفظ جمالية الشوارع ويحترم ذكاء وذوق المواطن المغربي. فالقضية لم تعد فقط
مرتبطة بالمراقبة الطرقية، بل تجاوزت ذلك لتكشف عورات التدبير المحلي، وتضع مجددًا
شعار "ربط المسؤولية بالمحاسبة" على طاولة الامتحان الصعب.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك