الحنين إلى الوطن لا يُقابل بالجشع ارتفاع أسعار التذاكر يُفجّر غضب الجالية المغربية ويهدد بتحول الوجهات

الحنين إلى الوطن لا يُقابل بالجشع ارتفاع أسعار التذاكر يُفجّر غضب الجالية المغربية ويهدد بتحول الوجهات
بانوراما / السبت 21 يونيو 2025 - 08:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

بينما تفتح أبواب الصيف ذراعيها لاستقبال أبناء الجالية المغربية، اصطدم الحنين الجارف إلى الأهل والوطن بجدار بارد من الغلاء المفاجئ وغير المبرر لتذاكر السفر"الشواية"، سواء عبر الطائرات أو البواخر، آلاف المغاربة المقيمين بأوروبا وإيطاليا تحديدا، الذين يتوقون لقضاء أيام قليلة بين أحضان الوطن، وجدوا أنفسهم أمام معضلة مالية خانقة، خاصة العائلات المتعددة الأفراد، التي تحوّل كل موسم عطلة إلى تحدٍ اقتصادي مرير لا تقدر عليه ميزانياتهم المتواضعة.

الأسعار المرتفعة للتذاكر لم تُشعل فقط فتيل السخط، بل فتحت أبواب التساؤلات الصامتة داخل الجالية، هل تحوّل الحنين إلى الوطن إلى وسيلة ابتزاز من طرف شركات الملاحة الجوية والبحرية؟

هل باتت الروابط العاطفية الجياشة التي تربطهم بأرضهم تُستغل لجني الأرباح؟

أمام هذا الوضع الذي يراه كثيرون بالغير الإنساني، يرتفع صوت الغضب من طرف مغاربة العالم الذين يساهمون كل سنة في ضخ المليارات في الاقتصاد الوطني عبر التحويلات المالية، والاستثمارات، والشراء الداخلي، وهو ما يستوجب احترامًا لا استغلالًا.

لم يعد الأمر مجرد شكوى عابرة، بل تهديد حقيقي بتحويل الوجهات نحو دول أخرى توفر امتيازات معقولة في كلفة السفر، من دون أن تُفرغ جيوب العائلات من كل ما ادخرته، دول نجحت في استقطاب المهاجرين المغاربة بمزايا السفر، والمغاربة يهمهم الوصول إلى وطنهم، لكن حين يصبح الوطن هو العقبة، فإن البدائل تفرض نفسها، لا أحد يريد أن يختار غير المغرب، ولكن إلى متى سيتحملون هذا الابتزاز الموسمي؟

الكرة الآن في ملعب الحكومة والجهات العليا، فالمسألة لم تعد فقط مطلبًا اجتماعيًا، بل قضية كرامة وطنية، المغاربة في الخارج ليسوا بقرة حلوب، بل رافعة وطنية يجب العناية بها، لا التنكر لها، إذا استمر الصمت الرسمي أمام هذا الغلاء، فإن صيف 2025 قد يشهد موجة عزوف مؤلمة ستدفع ثمنها السياحة الداخلية، والاقتصاد، وصورة المغرب في أعين أبنائه المغتربين.

النداء موجه إلى المسؤولين، لا تُطفئوا شغف العودة، لا تُحَوِّلوا حب الوطن إلى وجع موسمي، ولا تضعوا أبناء الوطن في مواجهة خيار مرّ بين الكرامة والحنين،" اللي غلب يعف شوية" الجالية لا تطلب صدقة، بل تسعى فقط إلى معاملة تليق بتضحياتها.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك