عمر المتيوي يلهب الأرواح بعزف سماوي وسماع مُلهِم بطنجة

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

عاشت مدينة طنجة لحظة استثنائية من الصفاء الروحي مساء السبت، عندما أطل الموسيقي المغربي عمر المتيوي برفقة فرقته "الششتري"، ليحيل حديقة المندوبية إلى مقام سماوي ارتفعت فيه الأنغام وتجلّى فيه المديح في حضرة الأرواح العاشقة للفن الصوفي المغربي الأصيل.

في قلب مهرجان "طنجة تغني العالم"، كانت السكينة ضيف الشرف، والإنشاد سفينة حملت الجمهور إلى عوالم تطهّرت من ضجيج العالم.

بصوت ينساب من القلب ولحن يوقظ الأعماق، حلق المتيوي في قصائد الحراق وعبق الزوايا، ناسجًا طقسًا روحانيًا نادرًا استُحضرت فيه قوافل الزمن المغربي العتيق، حيث كانت الكلمة نَفَسًا، واللحن بابًا نحو الصفاء.

ومع كل مقام صوفي كانت الأرواح ترتقي، ومع كل اهتزاز للعود كانت الذكريات تستفيق على ضوء البصيرة.

لم يكن الجمهور في طنجة مجرّد مستمع، بل بدا كمن دخل حلقة ذكر جماعية، اجتمعت فيها الفنون السماعية، والنفَحات القرآنية، والشعر الروحي، في لوحة فنية تأملية لا تُنسى.

وصفق الحاضرون طويلاً، ربما ليردّوا الجميل لتلك اللحظات التي اختُطفت من الزمن وأُهدِيَت للروح.

Bottom of Form