أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في تطور خطير يهدد السلم الفلاحي
والاقتصادي المحلي، اجتاحت حشرة "لاروقا" القاتلة، "دوار سيدي رابح
التوازيط الجنوبية بجماعة عامر السفلية بإقليم القنيطرة"، مخلّفة دمارًا
واسعا ينتشر بسرعة البرق في الأخضر واليابس.
سكان المنطقة باتوا يعيشون تحت وقع الصدمة والرعب، بعد أن التهمت هذه الحشرة المفترسة كل الأعشاب والنباتات والأشجار، وسط غياب كلي ومريب للسلطات المحلية والمؤسسات الوصية التي تواصل التفرّج على انهيار المحاصيل دون أدنى تدخل.
الوضع لا يحتمل مزيدًا من التسويف أو
التهاون، فقد أصبحت المشاريع الفلاحية في خبر كان، والخوف يسري في العروق من أن
تتحول هذه الآفة إلى نقطة سوداء جديدة في سجل الإهمال المؤسساتي، أصوات الاستغاثة
تتعالى من كل جانب، والساكنة بدأت تتحرك بطرقها الخاصة للتعبير عن غضبها من هذا
الصمت غير المبرر، بل والمشبوه، تجاه ما يعتبره كثيرون كارثة بيئية حقيقية تهدد
لقمة العيش ومصدر الدخل الوحيد للعديد من الأسر، حيث بدأت النداءات تستغيث بملك
البلاد "محمد السادس".
رغم النداءات المتكررة التي وجهها
المتضررون للجهات المختصة التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري والغابات ومحاربة
التصحر، عبر منصات التواصل والجرائد الإليكترونية التي تتابع هذه الكارثة عن كثب،
إلا أن الرد الرسمي ظل غائبًا، واللامبالاة هي العنوان الأبرز للموقف الحكومي حتى
اللحظة.
كأن المنطقة لا تعني شيئًا، أو كأن
أرزاق أهلها لا تندرج ضمن الأولويات، رغم كل الشعارات الرنانة حول تنمية العالم
القروي ودعم الفلاح الصغير المقهور.
الأخطر من كل هذا، أن هذه الحشرة بدأت
في الانتشار نحو مناطق أخرى بجهة الغرب الشراردة بني احسن وجهة الرباط سلا
القنيطرة، ما يُنذر بتوسّع رقعة الكارثة إذا لم يتم التدخل العاجل والسريع ،في
الوقت الماسب الصمت الإداري بات جريمة موصوفة في نظر سكان العالم القروي، والإهمال
الرسمي يعمق الإحساس بالحيف والتهميش داخل هذه الدواوير المنكوبة، ويعارض النداءات
السامية لملك البلاد الذي ما فتأ يولي إهتماما لسكان العالم القروي.
أمام هذا المشهد الكارثي، تظل الساكنة
في انتظار تدخل ملكي حازم، يقطع مع الإهمال الممنهج، ويأمر باستنفار المصالح
المختصة لاحتواء هذه الآفة المدمّرة، حمايةً للفلاحة الوطنية وصونًا للحق في العيش
الكريم.
فهل ستبقى أرزاق الناس رهينة للصمت
القاتل والتقاعس الإداريالغير مبرر؟ .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك