أنتلجنسيا المغرب
أثارت خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة موجة من الانتقادات الحادة داخل مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث اعتبرها عدد من السيناتورين "غير قانونية" و"مخالفة للقيم الأمريكية".
يأتي ذلك في وقت حذرت فيه جمهورية مصر العربية من التداعيات الخطيرة لأي خطوة من هذا النوع، مؤكدة رفضها القاطع لأي محاولات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
في تصريحات أدلى بها سيناتورون أمريكيون خلال جلسة بمقر المجلس، أعربوا عن معارضتهم الشديدة لهذه الخطة التي وصفوها بأنها قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال السيناتور المقرب من ترامب، ليندسي جراهام، إن "مشاركة قوات أمريكية في هذه المنطقة نادراً ما تؤدي إلى نتائج طيبة"، مشددًا على أن مثل هذه السياسات قد تُحدث المزيد من المشكلات بدلاً من حلها.
من جانبه، وصف السيناتور مارك كيلي الفكرة بأنها "سخيفة"، قائلاً: "ليس من صفاتنا كأمة أن نفكر في تهجير الناس من أرضهم والاستيلاء عليها هذا هراء.
بينما علق السيناتور روجر ويكر بإيجاز، لكنه أكد أن "الرئيس يفكر خارج الصندوق"، في إشارة إلى أسلوب ترامب المعروف بالابتعاد عن النهج التقليدي.
وفي تعبير أكثر وضوحًا عن الرفض، قال السيناتور توم تيليس إن "الرئيس يعقد الأمور أكثر"، فيما وصف زميله روبين جاليجو الخطة بأنها "غبية تمامًا وغريبة وغير قانونية".
ومع ذلك، أبدت السيناتورة كيت بيرت موقفًا أكثر اعتدالاً، مشددة على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار لشعب غزة، وقالت: "ما نريده هو الأفضل لشعب غزة، نريد لهم أن يحصلوا على الفرصة التي تمكنهم من الازدهار والأمان."
على المستوى الدولي، جاءت ردود الفعل المصرية لتؤكد رفضها القاطع لأي مقترحات أو خطوات تتعلق بتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي اليوم الخميس أن مثل هذه التصريحات تمثل "خرقًا صارخًا وسافرًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، محذرة من أن مثل هذه السياسات قد تقوض الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في المنطقة.
وشدد البيان المصري على أن أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير الفلسطينيين أو الاستيلاء على أراضيهم تعد "إجحافًا وتعديًا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن مصر لن تكون طرفًا في أي مشروع من هذا النوع.
وأشارت الوزارة إلى أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع وتزيد من التوترات الإقليمية، مما قد يؤدي إلى عودة القتال وإعاقة الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار.
بينما تتزايد الانتقادات داخل الولايات المتحدة وأطراف دولية مثل مصر، يبقى السؤال المطروح حول مدى قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة على إعادة بناء الثقة مع المجتمع الدولي بشأن قضايا الشرق الأوسط.
وبينما تسعى واشنطن لإعادة ترتيب أولوياتها في المنطقة، يبدو أن الخلافات الداخلية حول سياسات ترامب السابقة قد تضيف تعقيدًا جديدًا إلى المشهد السياسي.
وفي الوقت الذي تدعو فيه الأطراف الدولية إلى ضرورة التركيز على الحلول الدبلوماسية المستدامة، فإن استمرار النقاش حول أفكار مثل تهجير الفلسطينيين يعكس الحاجة الملحة لإعادة النظر في السياسات التي قد تؤدي إلى تأزيم الأوضاع بدلاً من حلها.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك