من سيدي يحيى الغرب إلى مراكز القرار..كتاب جماعي يُنادي بتنمية عادلة ومسؤولة من التشخيص إلى أجرأة الحلول

من سيدي يحيى الغرب إلى مراكز القرار..كتاب جماعي يُنادي بتنمية عادلة ومسؤولة من التشخيص إلى أجرأة الحلول
مقالات رأي / الأربعاء 06 أغسطس 2025 - 17:52 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد العرش المجيد

بقلم : إلياس عين الناس

تطوير المهارات والتدريب T&D

إطار بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل

ليس كتابا عاديا... بل هو صوت مدينة، وصرخة أمل.

في مبادرة مدنية مسؤولة، وبروح من الالتزام الجماعي، تم مؤخرا الانتهاء من توزيع الكتاب الجماعي:

"إشكالية التنمية المحلية بمدينة سيدي يحيى الغرب: تصورات ومقترحات،"

على عدد من المؤسسات العمومية والجهات الرسمية محليا، إقليميا، ومركزيا.

هذا الكتاب هو ثمرة جهد فكري تشاركي تطوعي شارك فيه أساتذة، باحثون، وفاعلون محليون، بهدف جعل سيدي يحيى الغرب على طاولة النقاش التنموي الوطني، وتحويل صوتها إلى وثيقة مرجعية حقيقية.

 الهدف: من التشخيص إلى الأثر الملموس

كما قال لي الدكتور أوحدو، أحد أعضاء اللجنة العلمية ومنسقها، عبر الهاتف:

"الهدف الأسمى هو أن يصل الكتاب إلى القارئ الحقيقي: صانع القرار، وأن يكون منطلقًا للتغيير" .

وانسجاما مع منطق الإدارة بالأهداف (MBO) الذي وضعه بيتر دراكر، فإن النجاح لا يُقاس بالنيات، بل بتحقيق الأثر الملموس. وهذا ما سعت إليه هذه المبادرة، حيث تم إيصال الكتاب إلى الجهات الوصية والمخاطَبة بالتوصيات.

فالمدينة التي تُشخّص ذاتها بجرأة، تستحق أن تُصمَّم لها حلول بشجاعة.

 تنمية منصفة في ضوء الرؤية الملكية

تتماشى مضامين الكتاب وتوصياته مع الرؤية الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي تضع العدالة المجالية، التنمية المندمجة، والمشاركة المواطنة في صلب النموذج التنموي الجديد:

حول اللامركزية والمقاربة التشاركية

"اللامركزية واللاتمركز، اللتين نراهما خيارا لا رجعة فيه، تشكلان دعامة أساسية للديمقراطية المحلية، ورهانا حاسما للتنمية المندمجة."

  20 غشت 2015

"إن الجماعات الترابية مطالبة اليوم بتحمل مسؤولياتها الكاملة في تدبير الشأن المحلي، وفق مقاربة تشاركية."

13  أكتوبر 2016

حول التنمية البشرية والعدالة المجالية

"إن التنمية البشرية تبقى الرهان الأساسي لضمان العيش الكريم للمواطنين، وتحقيق التقدم المنشود."

30 يوليوز 2019

"التنمية الحقيقية هي التي تلامس حياة المواطن اليومية، وتُحسّن ظروف عيشه."

 30 يوليوز 2021

"لقد حرصنا على جعل المواطن المغربي في صلب عملية التنمية، والغاية الأساسية منها."

20 غشت 2019

حول المسؤولية والنتائج

"لا مكان للارتجال أو التسيير العشوائي؛ فالمسؤولية تقتضي المحاسبة، والمواطنون ينتظرون نتائج ملموسة."

20 غشت 2018

أُطُر ومناهج إدارية وتنموية معتمدة

من التشخيص إلى الأجرأة: مناهج عملية وأطر معتمدة لتحويل الرؤية إلى واقع

لضمان أجرأة فعالة لمضامين الكتاب وتوصياته، وتفادي أن يتحول إلى وثيقة حبر على ورق، يجب اعتماد مجموعة من المناهج والأطر العلمية والإدارية الحديثة، التي أثبتت جدواها في تحقيق نتائج ملموسة في مجال التنمية المحلية. من أبرز هذه الأدوات:

1.     تحليل SWOT

تحليل شامل للبيئة المحلية عبر دراسة نقاط القوة والضعف، والفرص والتهديدات المحيطة بالمدينة، مما يساعد على رسم استراتيجية واضحة قائمة على معرفة دقيقة للواقع.

2.     تحديد أهداف SMART

صياغة أهداف محددة (Specific)، قابلة للقياس (Measurable)، واقعية (Achievable)، مرتبطة بالنتائج (Relevant)، ومحددة بزمن (Time-bound)، لضمان وضوح الرؤية وسهولة متابعة التقدم.

3.     الإدارة بالأهداف (MBO)

مبدأ وضعه بيتر دراكر، يربط بين التشخيص والتخطيط والتنفيذ عبر أهداف واضحة، مع التركيز على تحقيق نتائج عملية ملموسة وقابلة للتقييم.

4.     المقاربة التشاركية (Participatory Approach)

كما جاء في خطاب جلالة الملك بتاريخ 2 أكتوبر 2013:

"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية... تقوم على المشاركة والشراكة، والفعالية والمساءلة."

تعتمد هذه المقاربة على إشراك الساكنة، المجتمع المدني، والفاعلين المحليين في جميع مراحل اتخاذ القرار، لضمان توافق الحلول مع حاجيات السكان ورفع مستوى المسؤولية المشتركة.

5.     نظرية الأطراف المعنية (Stakeholder Theory)

تتطلب بناء تكامل وتعاون فعال بين مختلف الفاعلين المحليين، الإقليميين، والوطنيين، من إدارات، جمعيات، قطاع خاص، ومواطنين، لتحقيق التنمية في أفق مشترك.

6.     التدبير المرتكز على النتائج (RBM)

تحول التركيز من مجرد إنجاز الأعمال إلى تحقيق الأثر الحقيقي، من خلال تحديد مؤشرات أداء واضحة، ومتابعة دقيقة للنتائج والأثر الملموس على الأرض.

7.     دورة التحسين المستمر (PDCA)

عملية ديناميكية تشمل:

o  التخطيط (Plan): وضع خطة تنفيذية مفصلة تستند إلى البيانات والتشخيص.

o  التنفيذ (Do): تطبيق الخطة مع متابعة مستمرة.

التقييم (Check): مراقبة النتائج وقياس الأداء.

o  التحسين (Act): إدخال التعديلات اللازمة لضمان تحقيق الأهداف بشكل أفضل في الدورات القادمة.

أهمية هذه الأدوات

اعتماد هذه المناهج والأطر يفتح آفاقًا حقيقية لتحويل توصيات الكتاب إلى مشاريع تنموية قابلة للتنفيذ والتقييم، تضمن مشاركة الجميع، وتحقيق العدالة المجالية، ورفع جودة الحياة في سيدي يحيى الغرب.

تلك هي الخطوة الحقيقية التي تضمن أن لا تبقى الأفكار والحلول مجرد حبر على ورق، بل تتحول إلى واقع تنموي ناجح يخدم أهل المدينة ويحقق تطلعاتهم.

الختام: نحو أفق جماعي جديد

إن القيمة الحقيقية لهذا العمل لا تكمن فقط في توثيق التشخيصات، بل في استثماره لخلق نقاش عمومي حيّ ومسؤول، يضع المواطن في صلب الرؤية، ويحول الأفكار إلى فعل.

قال جلالة الملك محمد السادس في خطاب 20 غشت 2019:

"لقد حرصنا على جعل المواطن المغربي في صلب عملية التنمية، والغاية الأساسية منها."

سيدي يحيى الغرب تستحق أكثر من مجرد تقارير، إنها تستحق أملًا ممأسسًا، تدبيرًا منصفًا، ونموذجًا تنمويًا تشاركيًا.

نحن واحد، إذا اجتمعت نوايانا، وتكاملت جهودنا، وانطلقنا جميعًا نحو هدفٍ واحد:

تنمية عادلة وشاملة لمدينتنا.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك