شنْ طنْ..سيدي يحيى الغرب... مدينة تتسوّل مصباح في زمن الجبايات الفلكية

شنْ طنْ..سيدي يحيى الغرب... مدينة تتسوّل مصباح في زمن الجبايات الفلكية
مقالات رأي / السبت 14 يونيو 2025 - 22:54 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

من المخجل حدّ الخزي والعار أن تُترك حديقة عمومية يتيمة النور بمصابيح عمشاء لشهور عدة في قلب مدينة سيدي يحيى الغرب، دون أن يرفّ جفن للسلطات المسؤولة، رغم أنها تستخلص من جيوب المواطنين مبالغ باهظة كل سنة عبر إدارة الضرائب، تحت غطاء تلبية الحاجيات العامة.

 فهل باتت الإضاءة ترفاً لا يحق لحديقة عمومية لساكنة المدينة المفقرة تفقيرا إلا أن تحلم به؟

حديقة "الأمم" بحي الفتح، المتنفس الوحيد للأسر المطحونة التي تبحث عن ظلّ أو نسمة هواء تهرب بها من لهيب الصيف، تعاني من ظلام دامس و"بروجيكتورات" مطفأة وكأنها تُعاقب على وجودها.

الأطفال، الشيوخ، النساء، الجميع تحت رحمة الظلام ومصابيح "أشبه بفتشات الزيت القديمة"، في مشهد لا يليق بمدينة مغربية تؤدي واجبها الضريبي بانتظام.

أين وزارة الداخلية؟

أين عامل الإقليم إدريس الروبيو؟

أين المجالس المنتخبة؟

أين الضمير الإداري الذي يُفترض أن يكون حارساً لمصالح المواطنين؟

لا شيء سوى الصمت والتواطؤ مع الإهمال، وكأن المدينة لم تكن يوماً جزءاً من خريطة المغرب، أو أن أبناءها لا يستحقون حتى ضوء مصباح.

سيدي يحيى الغرب، المدينة التي ساهمت في بناء مدن المغرب من عرق أبنائها، والتي احتضنت الجياع من كل الجهات، تُترك اليوم لتتسوّل مصابيح، كأنها شحاذة في وطنها، إنها وصمة عار على جبين كل مسؤول يغضّ الطرف عن هذا الواقع، ويستمر في استخلاص الضرائب وكأن شيئاً لم يكن.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك