أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.إيطاليا
تفجرت احتجاجات قوية للفلاحين في فرنسا، خرجت عن الأشكال
التقليدية للتعبير، بعدما أقدم محتجون على رمي الروث أمام مباني البلديات وعدد من
المراكز الحكومية، في رسالة غاضبة تعكس حجم السخط تجاه سياسات حكومية اعتبروها
متجاهلة لمعاناتهم، خاصة بعد تفشي أمراض خطيرة أصابت أبقارهم دون أي تدخل جدي من
الدولة أو الجهات المعنية، ما عمق الإحساس بالإهمال وترك الفلاحين يواجهون مصيرهم
وحدهم.
هذه التحركات لم تبق محصورة داخل الحدود الفرنسية، بل امتدت
ملامحها إلى دول أوروبية أخرى، حيث اتخذت الاحتجاجات طابعا أكثر رمزية وحدّة، تجلى
في إنزال علم الاتحاد الأوروبي وتعليق دمية مشنوقة مكانه، في إشارة صادمة إلى ما
يراه المحتجون موتا سياسيا وأخلاقيا لمشروع الاتحاد الأوروبي، وتحولا من فضاء
للتضامن إلى كيان يثقل كاهل الفلاحين بالقيود والتشريعات دون حماية حقيقية.
هذا التصعيد يعكس أزمة
عميقة تتجاوز مطالب فئوية إلى تشكيك جذري في مستقبل الاتحاد الأوروبي نفسه، إذ بات
الغضب الاجتماعي يهدد بخلق تصدعات قوية داخل القارة العجوز، في ظل تنامي الإحساس
بأن السياسات المركزية لم تعد تستجيب لنبض الشارع ولا تحمي الفئات المنتجة، وهو ما
ينذر بمرحلة اضطراب سياسي واجتماعي قد تعيد رسم ملامح أوروبا في قادم الأيام.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك