إيطاليا سقوط 34 شخص من عصابات سرقة المواقع الأثرية

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

أعلنت السلطات الإيطالية عن تفكيك شبكة واسعة تنشط في نهب المواقع الأثرية، بعد توقيف عشرات المتورطين في سرقة كنوز تاريخية من مناطق متعددة، أبرزها صقلية وكالابريا، في عملية كشفت حجم العبث الذي يطال التراث الإنساني في واحدة من أغنى دول العالم بالآثار، حيث إن ظاهرة نهب المقابر والمواقع التاريخية ليست جديدة على إيطاليا، إذ تعود جذورها إلى قرون طويلة، غير أن السنوات الأخيرة شهدت تصاعداً مقلقاً في نشاط شبكات منظمة حولت الآثار إلى سلعة في سوق سوداء عابرة للحدود، ما استدعى تحركاً مكثفاً من وحدات الدرك المختصة في مكافحة جرائم الفن والتراث.

مثلا في صقلية، كشفت التحقيقات عن شبكة متشعبة تورط أفرادها في التنقيب غير المشروع والاتجار في الممتلكات الثقافية، حيث جرى وضع عدد من المشتبه فيهم رهن الاعتقال أو تحت الإقامة الجبرية، بتهم ثقيلة تشمل التآمر والسرقة والتزوير، في واحدة من أوسع العمليات التي عرفتها المنطقة، قادت التحقيقات إلى استرجاع آلاف القطع الأثرية ذات القيمة التاريخية العالية، من بينها عملات تعود إلى حضارات يونانية قديمة كانت مستقرة في صقلية، إلى جانب مزهريات فخارية وحلي وأدوات معدنية وأسلحة قديمة، ما يعكس حجم الخسارة التي كان يمكن أن تطال الذاكرة التاريخية للمنطقة.

ومن جهة أخرى، السلطات كشفت أيضاً عن وجود مختبر سري مخصص لتزوير العملات والقطع الأثرية، حيث كان يتم تصنيع نسخ مزيفة لتمريرها في السوق، كما تم ضبط قطع مهربة من دول أوروبية أخرى، في دليل واضح على الطابع الدولي لهذا النشاط الإجرامي المنظم هو خارج إيطاليا أيضا.

أما بالنسبة لكالابريا، فقد قادت الأبحاث إلى شبكة مماثلة، تبين أنها كانت تنشط في أجواء من الحماية غير المباشرة، مع شبهات قوية حول ارتباطها بعصابات إجرامية محلية معروفة، حيث اعتمد المتورطون أساليب تمويه دقيقة، من تقليص الاتصالات الهاتفية إلى استعمال رموز لغوية مستوحاة من أنشطة فلاحية لإخفاء تحركاتهم، وتبقى صقلية وكالابريا من أكثر المناطق الإيطالية غنى بالمواقع الرومانية واليونانية القديمة، ما يجعلها هدفاً دائماً لعصابات النهب، غير أن هذه العملية الأمنية الواسعة بعثت برسالة واضحة مفادها أن الدولة ماضية في حماية إرثها التاريخي، مهما تطورت أساليب الجريمة وتعددت شبكاتها.