سالفيني يفجّر العاصفة السياسية من جديد في إيطاليا

سالفيني يفجّر العاصفة السياسية من جديد في إيطاليا
دولية / الأربعاء 19 نونبر 2025 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

أنتلجنسيا المغرب: م.إيطاليا

أعاد ماتّيو سالفيني إشعال فتيل الجدل في الساحة الإيطالية بعدما صرح خلال تجمع انتخابي في نابولي بأن تبنّي المثليين للأطفال “لن يحدث في إيطاليا”، وهو موقف أثار موجة غضب واسعة بين مؤيدي حقوق الأقليات الجنسية، بينما وجد فيه اليمين المتشدد فرصة لتقوية خطابه الانتخابي. سالفيني، الذي لطالما اعتمد على الملفات الحساسة لاستقطاب الأنظار، اختار مرة أخرى الدخول من بوابة الأسرة والهوية لإشعال النقاش الوطني.

وخلال كلمته، استحضر زعيم “ليغا” زيارة حديثة قام بها لمخيم روم في جوليانو، واصفًا المشهد بأنه “عار”، حيث يعيش أطفال في ظروف مزرية دون أي تدخل فعلي من السلطات المحلية. استخدم سالفيني هذه الصورة القاتمة لدعم روايته التي تربط بين فشل المؤسسات وبين ضرورة صعود مرشح اليمين كيرييللي، الذي قال إنه سيغلق المخيم خلال الشهر الأول من ولايته.

ورغم تأكيده أنه لا يتدخل في الحياة الخاصة لأي كان وأن لكل فرد الحرية في اختيار من يحب، إلا أن سالفيني شدّد على فصل الأطفال تمامًا عن “اختيارات الراشدين”، في إشارة واضحة إلى رفضه دمج حقوق المثليين في منظومة الأسرة الإيطالية. وبأسلوبه التصادمي المعتاد، شبّه أي محاولة لتنظيم هذا المجال بـ“دخول الاتحاد السوفييتي إلى غرف النوم”، في استعارة تعكس محاولة استثارة مخاوف المحافظين.

وتندرج هذه التصريحات ضمن استراتيجية سياسية واضحة يتبناها اليمين الإيطالي، ترتكز على القضايا الاجتماعية المثيرة للانقسام، وخاصة ملفات الهوية والجندر، لتعزيز حضوره الانتخابي. ويبدو أن سالفيني يعوّل على هذه المواضيع لشدّ عصب قواعده، بعدما شهد نفوذه تراجعًا نسبيًا لصالح قوى يمينية أخرى في السنوات الأخيرة.

ويجمع المراقبون على أن الخطاب الأخير ليس مجرد خروج إعلامي عابر، بل جزء من منافسة حادة داخل اليمين الإيطالي نفسه على قيادة النقاش الأخلاقي والاجتماعي في البلاد. وبينما تتفاعل المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني مع هذا التصعيد، يواصل سالفيني اللعب على الحبال الحساسة التي تضمن له البقاء في قلب الضوء السياسي مهما كانت كلفة الجدل.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك